كتاب الرائ

غابت‭ ‬الشفافية‭ ‬فحلت‭ ‬الكارثة‭ !‬

نحاح‭ ‬مصدق

بكل‭ ‬الألوان

وسط‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الهلع‭ ‬والخوف‭ ‬تمر‭ ‬الصين‭ ‬بأسوأ‭ ‬فتراتها‭ ‬التي‭ ‬خسرت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬132‭ ‬صيني‭ ‬و‭ ‬إصابة‭ ‬5974‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬1400‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬السابق‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بهذه‭ ‬البقعة‭ ‬أو‭ ‬بمدينة‭ ‬ووهان‭ ‬الصينية‭ ‬بل‭ ‬انتشر‭ ‬ليتعداها‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬واليابان‭ ‬وايطاليا‭ ‬سنغافوة‭ ‬وألمانيا‭ ‬وسجلت‭ ‬حالات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وإلى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬الأطباء‭ ‬والبحاث‭ ‬رغم‭ ‬المحاولات‭ ‬بين‭ ‬الروس‭ ‬والصين‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مصل‭ ‬او‭ ‬لقاح‭ ‬مضاد‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬والمثير‭ ‬هو‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬الصينية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وحالة‭ ‬التكتم‭ ‬وإخفاء‭ ‬نشر‭ ‬الخبر‭ ‬مبكرا‭ ‬بل‭ ‬عمدت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بيروقراطية‭ ‬رهيبة‭ ‬إلى‭ ‬التكتم‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬وإخفاء‭ ‬نطاق‭ ‬انتشاره‭ ‬كما‭ ‬وسبق‭ ‬ان‭ ‬فعلت‭ ‬مع‭ ‬السارس‭ ‬والعمد‭ ‬إلى‭ ‬انتقائية‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬نوعية‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬نشرها‭ ‬ومحاولة‭ ‬التستر‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬انسان‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬إشارات‭ ‬متزايدة‭ ‬بأن‭ ‬الفيروس‭ ‬الجديد‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬معديا‭ ‬فقد‭ ‬استمر‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬ووهان‭ ‬الصينية‭ ‬بادعاء‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬طبيعي‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬ان‭ ‬احد‭ ‬المرضى‭ ‬الخاضعين‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية‭ ‬عصبية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المشافي‭ ‬المحلية‭ ‬قد‭ ‬تسبب‭ ‬بنقل‭ ‬الالتهاب‭ ‬الرئوي‭ ‬الى‭ ‬طبيب‭ ‬واحد‭ ‬و13‭ ‬ممرضة‭ ‬دون‭ ‬محاولة‭ ‬تعميم‭ ‬الامر‭ ‬او‭ ‬تبلع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بان‭ ‬الأمر‭ ‬خارج‭ ‬السيطرة‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بعدما‭ ‬كشف‭ ‬طبيب‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المقابلات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬عن‭ ‬خطر‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يسببه‭ ‬
‭ ‬الشفافية‭ ‬والمكاشفة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يجنب‭ ‬الصين‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬دائما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتعمد‭ ‬إخفاء‭ ‬الحقائق‭ ‬والتكتم‭ ‬عن‭ ‬كشف‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬كشفه‭ ‬دائما‭ ‬هناك‭ ‬متورط‭ ‬قريب‭ ‬للسلطة‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬نصنف‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬الصين‭ ‬وتطورها‭ ‬وأسوأ‭ ‬منها‭ ‬إداريا‭ ‬وفسادا‭ ‬كمن‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬قد‭ ‬ورطنا‭ ‬به‭ ‬شعوبنا‭ ‬بسبب‭ ‬اللا‭ ‬شفافية‭ ‬وان‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مستشر‭ ‬فيها‭ ‬الفساد‭ ‬وإخفاء‭ ‬الحقائق‭ ‬وان‭ ‬الصومال‭ ‬كانت‭ ‬الأكثر‭ ‬فسادا‭ ‬وبعد‭ ‬عن‭ ‬الشفافية‭ ‬تم‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬والسودان‭ ‬وليبيا‭ ‬والعراق‭ ‬حيت‭ ‬سجلت‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬اكبر‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تنعدم‭ ‬فيها‭ ‬الشفافية‭ ‬بينما‭ ‬البحرين‭ ‬احتلت103‭ ‬ممن‭ ‬الترتيب‭ ‬والسعودية‭ ‬الترتيب‭ ‬45‭ ‬وتونس‭ ‬في81‭ ‬حسب‭ ‬جدول‭ ‬الشفافية‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬سجلنا‭ ‬مستويات‭ ‬متدنية‭ ‬في‭ ‬الشفافية‭ ‬
ماذا‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬البلاد‭ ‬ان‭ ‬كنا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الفساد‭ ‬وتعمد‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬عما‭ ‬اوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬سرقات‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ ‬وفساد‭ ‬طال‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬والحس‭ ‬الأمني‭ ‬والوطني‭ ‬كم‭ ‬كنا‭ ‬جنبنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬الدماء‭ ‬والأرواح‭ ‬التي‭ ‬نهدرها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بسبب‭ ‬تعصب‭ ‬مقيت‭ ‬والسعي‭ ‬للكراسي‭ ‬والمناصب‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يسنه‭ ‬لنا‭ ‬الغرب‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬الكبرى‭ ‬الذين‭ ‬يعدون‭ ‬هم‭ ‬الرابح‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬حروبنا‭ ‬لأننا‭ ‬نحن‭ ‬سوقهم‭ ‬وارض‭ ‬تجاربهم‭ ‬وحصاد‭ ‬مكاسبهم‭ ‬من‭ ‬ماسينا‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬نظل‭ ‬نخفي‭ ‬الحقائق‭ ‬ونتجنب‭ ‬المكاشفة‭ ‬ونعلن‭ ‬فسادنا‭ ‬وتورطنا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نموت‭ ‬بكورونا‭ ‬الحرب‭ ‬والدم‭ ‬وان‭ ‬خسر‭ ‬المتصارعون‭ ‬أحلامهم‭ ‬الواهنة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى