كتاب الرائ

النساء والولادة

 من الأخير

هشام الصيد

البدء في إجراء عمليات الولادة بالمستشفى الجامعي طرابلس بشكل مبدئي خلال اليومين الماضين يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح  اتخذتها إدارة المستشفى تمهيدا للبدء الفعلي خلال الأيام القادمة لاستقبال النساء الحوامل اللاتي يقصدن القسم للولادة الطبيعية والقيصرية على مدار الساعة، في خطوة يهدف من خلالها تخفيف مصاريف الولادة التي يتكبدونها في مصحات القطاع الخاص .

و كل امرأة تحمل بجنين من الوهلة الأولى للحمل  بدل الفرحة  بالخبر ينتابها هاجس كبير  من سيتابع حالتها دكتور أم دكتورة في مصحة خاصة أو مستشفى عام .. و مع قرب موعد الولادة يزاد الهاجس هل ستكون الولادة طبيعية، أم عملية قيصرية وان كانت قيصرية فإنها مكلفة جدا تتجاوز قيمتها 2400 دينار بالإضافة لفاتورة التحاليل والعلاج .. الخ  حتى تصل القيمة النهائية قرابة ثلاثة الاف دينار،

وفي بعض الأحيان يحتاج المولود  للإيواء في حضانة  التي تبلغ تكلفتها من 500 -1000 دينار يوميا، وهذا المبلغ يثقل كاهل زوج المريضة مهما كانت حالته المادية ميسورة .. مايضطر الكثير  لنقل المولود لقسم حديثي الولادة بالمستشفى العام  مع العلم أن خدماته أقل جودة من المصحة، هربا من المصاريف باهظة الثمن ،” التي تكسر ظهر الموظف صاحب الدخل المحدود”. ..

فالمستشفيات يوجد بها الإمكانيات في أقسام حديثي الولادة، ولايوجد من يقوم بالإشراف عليها، بسبب النقص الحاد في عناصر التمريض الكفؤة والمتخصص ، والتي أن وجدت ترفض العمل في ساعات غير الدوام الرسمي  أي مناوبات مسائية وليلية بحجج غير مقبولة، في حين يشتغل في الخاص،  كل هذا يحدث  بسبب الفراغ  الذي أحدثه التمريض الوافد الذي غادرنا بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وطيلة السنوات الماضية لم توضع خطة عمل جدرية لسد العجز في هذا النقص الذي تعاني منه جل المستشفيات.

 ولتخفيف عبء المصاريف على المواطنين من ذوي الدخل المحدود التي يتكبدونها في مصحات القطاع الخاص. يجب على وزارة الصحة الاهتمام بأقسام النساء بالمستشفيات ومنحها كافة الإمكانيات حتى تتمكن من أداء المهام الموكلة لها خدمة للنساء الحوامل ، أو  إنشاء مستشفى حديث بسعة سريرية كبيرة يخصص للنساء والتوليد في طرابلس التي يقطنها أكثر من 2 مليون مواطن . لتخفيف الضغط على مستشفى الجلاء واقسام الولادة بالمستشفيات الأخرى.

 ويبقى مجرد اقتراح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى