كتاب الرائ

اسطنبول !

بقلم: جلال عثمان

اسطنبول ليست مدينة، فالمدينة تصحو وتنام بمواعيد محددة كما ينام تلاميذ المدارس، المدينة حالة من الانسجام تظهر جليًا نظام الحياة، المدينة إما وادعة، وإما صاخبة، إما متحفظة، وإما سحابة في السماء لا حدود لاندفاعها.
المدينة إما يمينية وإما يسارية .. وهي مدينة جميع الاتجاهات.
اسطنبول مدينة لا حدود لمتناقضاتها، الدينيون، واللادينيين، الطبيعيون، والشاذون، الحالمون، والبائسون الباحثون عن الثراء، أو الباحثين عن العزلة، كلهم سواء في هذه المدينة. مدينة هي عبارة شريط سنيمائي كل بإمكانه أن يحدد تفاصيله .. مدينة للمساجد وحلقات الذكر، وللنوادي الليلة الصاخبة، لا أحد يبغي على الآخر .. مدينة لا يمكن أن تشعرك بالغربة، ولا يمكن أن تغرس أنيابها فيمن يخرق قوانينها، فالأخطاء فيها تداويها المخالفات، دون أن تنهش بأظافرها هشاشتك .. لا أدري كيف ومتى صنعت كل هذا الهارموني الغريب. إنها اسطنبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى