كتاب الرائ

شروط الإصلاح الثقافي –

خليفة الرقيعي -

شروط الإصلاح الثقافي

خليفة الرقيعي

الحلقة الأولي :

الإصلاح الثقافي من أرقي المظاهر الحضارية في كل مجتمع متحضر ، ألا Hن هذا الإصلاح مشروط ومتعلق بإصلاحات أخري وكلها من الأأمور التي يصعب تحقيقها . وبغض النظر عن أنواع وأحجام هذه الإصلاحات ، لابد أن يبدأ الإصلاح الثقافي بتقييم القيم التي تقوم عليها عقيدة وثقافة المجتمع السائدة .

فأما بالنسبة لعقيدة مجتمعنا الليبي لايمكن للدارس لها إلا الإقرار التام بتفوقها وكمالها . فهي قائمة على الروح والحدس والزهد وأحترام العقل والاهتمام بالطبيعة واستغلالها لفائدة الإنسان وذلك من خلال تسخيرها لتحسين مرافق حياته اليومية لتحقيق تقدمه في مجال علاقاته البشرية ومعاملاته الإنسانية وخصوصاً على المستوى الأخلاقي الحي ليكون أكثر تحرراً من أهوائه وأقل أنانيه وأبعد عن الفساد والرذيلة .

وأما بالنسبة لثقافة مجتمعنا المعاصرة فهي لم تعد موحدة الحلقات مع مفاهيمه العقائدية وتدنت إلى البسيط الساذج ثم إلي الفوضى والتقليد الأعمى لكثير من الأنماط الحياتية الغربية المشركة والملحدة ، ولم تعد تتطور نحو الأحسن وشاع فيها فلسفات عبثية مغرورة بذاته منغلقة على نفسها وتناقض مناقبها ما جاء في عقيدته الإسلامية علاة على أن هذه الفلسفات متغيرة وسرعان ما عاشت أكثرها طور الانحلال التام ولا مآل لها ، عاجلاً أم أجلاً ، إلا الموت والتلاشي .

التصارع والتناقض فيما بين عقيدة مجتمعنا الليبي وموافقة الثقافية هي التى ألت به إلى انعلاق أغلب شرائحه والرفض المطلق لمن حولها ، وتبني التعصب والتطرف والاعتماد على إسهامات التراث وحده الذي من شأنه أن يقود مجتمعنا حتماً إلى خطر الزوال والفناء الحضاري .

تباعد ثقافة مجتمعنا المعاصرة عن الكثير من مقومات عقيدتنا الإسلامية وتخليها عن تبني وتطوير الوسائل التي صنعت من العرب عظمة عربية حضارية ، مثل العلوم الصحية في مجال الطبيعيات والرياضيات والهندسة والطب والفيزياء والكيمياء قادها إلى القبول والاستسلام التام لما يسمى بالحضارة الغربية الحديثة واعتبارها الحضارة الأفضل مما جسد الدليل على ضعفنا وانهيارنا الثقافي الحضاري

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى