كتاب الرائ

اللحظات الاخيرة ! .. باختصار

عصام فطيس

 

حملت الساعات الاخيرة من ليلة السبت الموافق للحادي عشر من يناير خبر موافقة الاطراف المتنازعة في ليبيا على هدنة تؤدي لوقف القتال المندلع حول العاصمة منذ اكثر من تسعة اشهر ، وجاءت الموافقة على وقف العمليات العسكرية لتفسح المجال امام الجهود  الدولية  لانطلاق عملية برلين والتي تسعي المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مع رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة لاقرارها .

وقد لاقي اعلان وقف اطلاق النار الذي تم برعاية روسية تركية وبموافقة ضمنية أمريكية ترحيبًا محليًا واقليميا ودوليًا قد يؤسس لواقع جديد خاصة بعد ان سبقته تصريحات إيجابية من الاطراف الفاعلة وهو ما يعطي فرصة لالتقاط الأنفاس ومحاولة التوصل لتفاهمات جديدة تضع حدا للعنف المتزايد في ليبيا .

ولعل اولي العقبات التي ستصاحب الهدنة وانطلاق المسار السياسي وهي عقبة رئيسية تتمثل في ضرورة العمل على وضع حد للخطاب الإعلامي المتطرف من جميع الاطراف والقائم على التحريض وبث الفتنة وهو ما ادي الي حالة من التعبئة والعداء وأعمال العنف بشكل لا مثيل له ، وهو ما يتطلب تنبيه وسائل الإعلام المختلفة على تهيئة الظروف الملائمة لانطلاق للعملية السياسية من خلال الابتعاد عن الخطاب التحريضي ، وهذا الأمر بمنتهي السهولة والتعقيد في ذات الوقت ، فهناك من يرتزق من التحريض ومن مصلحته استمرار مسلسل العنف مادامت التحويلات تصله ولم تنقطع عنه من الممولين للحرب .

وإذا كان هذا الإعلان هو البداية بعد اشهر من العنف يبقي الحديث عن عودة الامور الى الوضع الطبيعي في حاجة إلى الكثير من الوقت فهناك العديد من الاسئلة التي تطرح نفسها تلقائيا لعل اولها

.. ماهي آلية التثبت من وقف إطلاق النار ،  ؟ وماهي الخطوات التي وقف إطلاق النار  ؟ وكيف ستتم إجراءات بناء الثقة بين الطرفين ؟ وهل ستتضمن آلية التثبت إجراءات ضد من يخرق الهدنة ؟ ومتي سيسمح بعودة النازحين الى منازلهم ؟ ومن سيتكفل بتعويضهم عن الخسائر التي طالتهم ؟ وإلي أي مدي سيكون لقاء برلين البداية لاعادة الاستقرار والهدوء الى ليبيا ؟ ما هو  الدور الذي ستباشره بعثة الأمم المتحدة في الأيام القادمة ؟ هل سيتم إرسال قوات فصل بين المتنازعين ؟ ام سيتم الاكتفاء بالمراقبة التقنية من اعلي ؟

هل سنشهد انطلاق حقيقي للعملية السياسية تعيد الامن والاستقرار لليبيا وتزيل كافة المعوقات التي أدت الى الوصول الى هذه الحالة المزرية ؟

و بإختصار فإن اتفاق اللحظات الأخيرة  لازال في حاجة إلى الكثير لوضع حد لدوامة العنف الليبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى