كتاب الرائ

الفرصة الأخيرة !

عصام فطيس

 

باختصار

 

الفرصة الأخيرة !

 

فيما المعارك تشتد في مختلف محاور طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا وقوات المشير خليفة حفتر ، و وسط تواصل التحشدات من كلا الطرفين بشكل ينذر بالمزيد من التصعيد العسكري ، تخرج علينا تصريحات تبعث الامل في توقف العمليات العسكرية والعودة الى طاولة التفاوض من اجل وضع حد لنزف الدم الليبي الليبي والذي سيدخل قريبا شهره العاشر . فيما طرابلس تستعد لاستقبال وفد وزراء خارجية كل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا يرافقهم المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في السابع من يناير الجاري للالتقاء بالمسؤولين الليبيين في طرابلس وعلى رأسهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج من اجل بحث دعم الجهود الاوروبية لتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا التي ستنعكس بالإيجاب على لقاء برلين والذي تتواصل الجهود الاوروبية لعقده خلال الايام القليلة القادمة . واستبق الناطق باسم الممثل السامي للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، زيارة الوزراء الأوروبيين بدعوة جميع الاطراف (محلية واقليمية ودولية ) بالقول أن الوضع الحالي في ليبيا يستدعي دعم الجميع لعمل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وعملية برلين التي قال ( إنها الطريق الوحيدة الواجب اتباعها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في ليبيا )وهو ما يعكس إدراكًا اوروبيا بأبعاد الصراع الليبي الليبي الذي تحول الى حرب بالوكالة بين الدول الداعمة لطرفي النزاع ، وقد يتحول الى ما هو ابعد من ذلك بعد موافقة البرلمان التركي على مذكرة الرئيس رجب طيب اردوغان بنشر قوات عسكرية تركية في طرابلس ، وهو الامر الذي يري الاتحاد الاوروبي انً سيؤدي الى للمزيد من للتصعيد والتوتر وسيبدد سبل الحل السياسي للازمة . ويدرك الاتحاد الأوروبي ان زيارته وفده إلي طرابلس (التي تضم دولًا لها مصالح مباشرة في ليبيا وبعضها متورط بشكل أو بأخر في الصراع ) ستكون مفصلية قبل انعقاد لقاء برلين و مواصلة مساعيه السياسية والدبلوماسية لنزع فتيل الصراع قبل ان يأخذ الصراع ابعادا اخري . وفي كل الأحوال فإن الوفد سيؤكد خلال زيارته على دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا من اجل وقف التصعيد بالدرجة الأولي واجراءات بناء الثقة قبل لقاء برلين ، و في حالة تمكن الوفد من تحقيق اختراقات في طرابلس قد يتوجه إلى شرق ليبيا لتكتمل صورة المشهد . وتظل الساعات القادمة حاسمة وقد تكون الفرصة الاخيرة للأوروبيين قبل ان يخرج الأمر من أيديهم .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى