الاقتصاديةتحقيقات ولقاءات

البروفيسور نبيل جدلان.. الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة المغربية .. لصحيفة ليبيا الإخبارية:-

لم نتصور في يوم من الأيام أن تتفاقم أزمة الغذاء والطاقة في العالم بهذا الشكل

الاستقرار السياسي شرط أساسي وضروري للنمو الاقتصادي

نحن أمام الصدمة لذا نحاول أن نفهم مايقع وأن نجد حلول لنتفادى أزمات مستقبلية من هذا النوع

التقاه.. إدريس أبوالقاسم

في إطار اللقاءات الصحفية التي أجريناها مع بعض الكوادر المهنية والأكاديمية المشاركة في اجتماعات المكتبين الاقتصاديين لشمال وغرب القارة الافريقية التابعين للأمم المتحدة التي انعقدت بمدينة مراكش المغربية مطلع شهر نوفمبر الجاري بحضور ممثلين عن 22 دولة افريقية، بشأن أمن الغذاء والطاقة ببلدان الشمال والغرب الأفريقي، كان اللقاء هذه المرة بالبروفيسور الدكتور نبيل جدلان .. الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة المغربية ..


ولأن الوضع الاستثنائي الذي اوجب هذا الاجتماع الاستثنائي الذي ضم لأول مرة المكتبين الاقتصاديين الإقليميين لشمال وغرب القارة الافريقية التابعين للأمم المتحدة، كان السؤال الملح الذي فرضته تداعيات كوفيد 9 والحرب الروسية الأوكرانية على الغذاء والطاقة ليس في هاتين المنطقتين فحسب ، بل في أغلب مناطق العالم إن لم نقل كله.

  • ” في ظل تشعب وتقاطع مسببات الأزمة الاقتصادية التي ألقت ولازالت تلقي بظلالها على العديد من دول العالم ، والبلدان الافريقية ليست استثناء .
    هل ترى من الممكن ان ينتج عن هذا الاجتماع حزمة توصيات فاعلة من شأنها تحريك سواكن اقتصادات دول المنطقة؟”.

أزمة الغذاء والطاقة ليست وليدة اللحظة..


= بداية أشكر صحيفة ليبليا الإخبارية على هذه الاستضافة ، وعلى السؤال الوجيه الذي طرحتموه، والذي يفرض نفسه ” هل ننتظر مخرجات فاعلة من هذا الاجتماع؟”.
إن أزمة الغذاء والطاقة رغم كونها ليست وليدة اللحظة، حيث كان لظاهرة التصحر جراء الاحتباس الحراري تأثير مباشر، وكانت هناك عديد الاجتماعات الفنية على المستوى الدولي تحاول نوعا ما أن تفهم ما يحدث في العالم.
واجتماع اليوم يأتي هو الآخر وبأكثر تركيز وحضور إقليمي واسع يأتي ضمن هذا الإطار، لكنه اجتماع استثنائي كونه انعقد للوقوف عن قرب من الصدمة التي احدثتها جائحة “كوفيد 9” ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية، بغية تحليلها وكيفية معالجة آثارها، والسبل الكفيلة بتفادي حدوثها مستقبلا.
توافق كبير بين الأفكار في هذا الاجتماع..
فمن خلال مايطرحه الخبراء الموجودين هنا نجد هناك تكامل وتوافق كبير بين الأفكار وبين النظريات ، بين أسباب الأزمة ، كما ذكرتم وتكلمتم عن النوعية الجديدة من الأزمات الاخلة على تلك التي يعرفها العالم وسبق له التعاطي معها في حينه.
لم نتصور في يوم من الأيام أننا سنعيش جائحة ” كوفيد 9″ وبعدها دخلت الحرب الروسية الأوكرانية على الخط لتتفاقم الأزمة العالمية في الغذاء، التي كانت قبل ذلك تطل برأسها نتيجة التغيرات المناخية على العالم وعلى منطقتنا بالخصوص، هذه جميعها لم نكن ننتظر أن تأتي في وقت واحد وبهذه الحدة. ولو طرحت سؤالك هذا قبل هذه الأزمة لكانت الإجابة عليه مختلفة كليا بكل تأكيد.

البروفيسور نبيل جدلان

نحن أمام الصدمة، لذا نحاول أن نفهم مايقع..


الآن نحن أمام الصدمة، لذا نحاول أن نفهم مايقع ، ونحاول ان نجد حلول لكي نتفادى ازمات مستقبلية من هذا النوع ، ومن بين ماتعلمناه من هذه الأزمات ضرورة تقارب بلدان المحيط الجغرافي الواحد في حل الأزمات.
لقد رأينا انغلاق دولي جراء الأزمة، ورأينا الدول المتقدمة التي تنادي دائما بالانفتاح وبالعولمة تنتهج سياسات عكس ما كانت تنادي به.

التكامل بين الدول النامية أضحى ضرورة ملحة..
وما لاحظناه أيضا، هو امر إيجابي أن الدول النامية فهمت وادركت أن التكامل بينها أضحى ضرورة ملحة وعاجلة .
هناك دول كما ذكرتم لديها موارد ولكن تنقصها التجربة ، وهناك دول لديها تجربة ولكن تنقصها الموارد، وإذا ماوضعنا كل هذا في الاعتبار سنجد هناك تكامل لاينقصه سوى التنسيق والتنفيذ في الامور اللازمة له تخص الحكامة وتوظيف الموارد وترتيب الاولويات وما يجب فعله على مستوى كل دولة.
المسئولين يعلمون جيدا ما يجب عليهم القيام به، ولكن في هذه الظرفية الخاصة وهذه الصدمات المتتالية الكل أصبح يتسأل .. ماهي أنجع واسرع الطرق للمعالجة، ففي السابق كان لدينا الوقت ، أما الآن لم يعد هناك وقت .
وعلى الصعيد الشخصي انا أومن بشيء ، وتم ذكره في هذا الاجتماع أكثر من مرة وهو ضرورة التكامل فيما بيننا .

الاستقرار السياسي شرط أساسي وضروري للنمو الاقتصادي..


نقطة أخرى ذكرتها أخي العزيز وهي الاستقرار السياسي ، وانا كاقتصادي وأستاذ في العلوم الاقتصادية اعتبر الاستقرار السياسي هو شرط أساسي وضروري للنمو الاقتصادي، وبالمقابل النمو الاقتصادي هو شرط للمحافظة على الاستقرار السياسي .
فالمجتمع حين يضع ثقته في شخص ما أو في حكومة ما يجب ان يرى على الأرض وقائع ملموسة لطمأنته، وحين يرى نمو اقتصادي لن تكون هناك مشكلة.
والنمو الاقتصادي ينبغي أن يحترم استحقاقات البيئة النظيفة حتى لا تتفاقم الآثار الناجمة عن إهمال هذه الاستحقاقات في السابق والتي كانت سببا في التغير السلبي للمناخ.

نحن من يدفع ضريبة مايقوم به الآخرين..
وهنا يحب أن نشير إلى أننا على المستوى العربي والافريقي ليس لنا تأثير سلبي فيما يخص اللوث البيئي في العالم، ومع ذلك فمناطقنا هي من يدفع الثمن الآن، ندفع ضريبة مايقوم به الآخرين.
وبالرغم من كل ذلك نحن أيضا مسئولين عن المشاكل التي تعيشها المنطقة ، منطقتنا لديها الكثير من الموارد الأولية لكنها لاتستفيد منها بالشكل المطلوب ، لذلك هذا النوع من الاجتماعات مهم جدا في هذا التوقيت بالذات، لأن الظرف استعجالي يتطلب العمل بجدية وعلى وجه السرعة لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض في مواجهة هذه الأزمة وما قد يتبعها من أزمات غير محسوبة قد تحدث لاحقا تحت أي ظرف من الظروف.
كما ان هذه الاجتماعات تقدم للمسئولين فكرة واضحة عن التجارب الناجحة التي يمكن البناء عليها و تنقيحها بما هو مطلوب محليا ووطنيا.

اجتماع كهذا هو مرجعية يمكن الأخذ بتوصياته والبناء عليها..
وخلاصة القول إن اجتماع كهذا هو في حد ذاته مرجعية يمكن الأخذ بتوصياته والبناء عليها في اي قرارات ق تتخذ بهذا الشأن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى