تحقيقات ولقاءات

استطلاع   تغير شكل العلاقات الاجتماعية مع جائحة كورونا

مدى القبول والرفض لنوع وشكل التواصل الاجتماعي بعد انتشار الجائحة

 في ظل كورونا .. المناسبات الاجتماعية عمقت الوعي أم أتت بالعتب واللوم

 العالم وهو يعيش اصعب فترات منذ أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا كثير من المفاهيم تغيرت وعديد من السلوكيات إعادة برمجتها وفق الظرف الراهن والمستجدات ومن بينها نمط وشكل العلاقات الاجتماعية التي كانت تتطلب التفاعل والاحتكاك والحضور الشخصي والتواصل عن قرب فأصبحت المناسبات الاجتماعية ملفات أو تضييق حدود ممكنة منها واجبنا للتواصل عن قرب و الذي يعد سببا مباشرا في زيادة نسبة حالات الإصابة بالفيروس والاختلاط عن مدى قناعة وتقبل الناس لهذا المستجد ومدى تجاربهم مع فكرة الامتناع عن الزيارات والمناسبات الاجتماعية سألنا وجاءت الردود كالتالي :

ضد وبقوة

سميرة عبد الرحمن تقول أنا ضد أي مناسبة وضد التواصل بسبب ما نمر به الاكتفاء بالتعزية عن طريق الهاتف في حال كان الظرف حالة وفاء أو الاعتذار في حالة الفرح فالمجاملة ليست من مصلحتنا جميعا وهذا ما يؤكد مدى وعينا من عدمه .

لا بد من تفهم الوضع

سالم التكبالي  يقول الجميع عليه تفهم ما يجري وعلينا تقدير وعذر بعضنا أنا فقدت صديق خلال الأيام الماضية ولم أتوقع أن يمنعني مانع عنه ولكن اكتفيت بالتواصل عبر الهاتف وتعزية أهله بسبب الخوف من المخالطة وانتشار كورونا مع إني أشعر بالخجل والإخراج من تغيبي ولكن أعول على وعي الأصدقاء والأهل بهذا الخصوص .

أحرص وأتواصل

سهام علي تقول بصراحة الأمر جد صعب أنا لم أستطع منع نفسي من حضور فرح ابنة خالتي وصديقتي لأنها قريبة جدا وليس لها أحد مع تغيب الكثير ولكني لم أستطع بصراحة حضرت الفرح مع التزامي بارتداء الكمامة طيلة الفرح والتباعد قدر الإمكان وحرص أهل الفرح على التعقيم والحافظ الله الأمر صعب جدا وليس كما يبدو .

لا مجاملة في المصلحة العامة

محمد الزروق يقول قاطعت الجميع ولم تعد لي زيارات أو علاقات بأحد اكتفي بالهاتف والتواصل عبر النت وأعرف أخبار الجميع لكن امتنعت أنا وأسرتي عن التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء كليا حتى أن أحدهم عتب ولام على كل هذا الامتناع والغياب وهو من دائرتي الأولى فأنا رافع شعار لا مجاملة في المصلحة العامة ولا يهمني من يزعل أو كيف يفكر الآخر طالما أنه لا يعي ولا يقدر خطورة الأمر .

لا لوم ولا عتاب

سعاد البسكري تقول من المفترض عدم إقامة المناسبات الاجتماعية من أساسه ويكتفي أهل المناسبة بأخذ العروس دون فرح ، أما المآتم فالهاتف والاتصال يتم العزاء نحن في ظرف صعب ولا ينبغي أن تعتب على بعض أو نلوم لأن الوضع استثنائي .

لن تعد كما كانت

خالد المغربي يقول بعد كورونا كل شيء تغير حتى علاقتي بأخوتي وأصحابي تغيرت ولا أعتقد أنها تعود كما كانت في السابق خسرت كثير من الأصدقاء بسبب عدم تواصلي معهم ولكن اعتقد كم المشاعر سيتغير ويتغير الجميع مع حياة ما بعد الكوفيد .

لن يصيبنا إلا ما كتبه الله

حليمة ساسي تقول كل شيء بأمر الله حياتي لم تتغير فقط أصبحت ارتدي الكمامة بشكل دائم وأبالغ في التعقيم لكن علاقاتي مازالت مستمرة أواصل أهلي وأصدقائي بالأمس كنا في مأدبة غذاء لصديقة رزقت بمولود جديد واجتمعنا بالكمامات وشاركنا صديقتنا فرحتها ، الأمر ليس بهذا السوء لنخسر وقفتنا مع بعض ونتخلى عن تفاصيل تعنينا وتمثل الكثير لنا ، سأحرص ولن أتغيب .

حياة وفرصة جديدة

نسرين مصطفى فهي الأخرى رأت في كورونا بداية لحياة جديدة، تحمل لها الخير والسعادة وراحة البال بعد فترة طويلة قضتها مع الشخص الخطأ، قررت أن تنهي علاقتها معه تماما . وتعتبر أن كل ما مرت به لم يكن سوى تجربة علمتها الكثير. تقول ” في علاقتنا مع من نحب نأتي على أنفسنا كثيرا نحملها فوق طاقتها ونقسو عليها “. وتبين أن الابتعاد الذي أجبرت عليه بسبب انتشار فيروس كورونا وفرض الحجر المنزلي جاء في مصلحتها فهي كانت بحاجة لذلك الوقت لكي تستعيد قدرتها على المواجهة واتخاذ القرارات المناسبة في حق كل ما هو عالق في حياتها .

نسرين فهمت جيدا أن التخلي عن بعض العلاقات هو فرصة لترميم الروح والحد من الأحزان، بالإضافة إلى أن ذلك يجعلنا نلتفت لكل ما من شأنه أن يسعدنا ويقوينا ويزيد من ثقتنا بأنفسنا . وتؤكد على أن هناك علاقات كفيلة بأن تغربنا عن ذواتنا وتبقينا سجناء للألم والكآبة على عكس علاقات أخرى قد تضيف لنا وتجعل لحياتنا معنى آخر بوجودها .

ويرى على المعداني أن الناس في الشدائد تظهر معادنهم الحقيقية، وبالتالي في أي مجتمع يزيد الترابط في حال وجود عدو خارجي أو مرض معين أو خطر ما، والأصل في المجتمع النقي هو تكاتف الجميع لمواجهة الأزمات بمحبة وإعانة بعضهم البعض.

ويوضح أن العلاقات الاجتماعية الحقيقية كافية لأن تلقي ظلالا من الهدوء والطمأنينة داخل البناء المجتمعي المتجانس المترابط، لكن هناك بعض العلاقات التي تطغى فيها القيمة المادية على القيمة الأخلاقية، وهذا بالتأكيد له تأثير خطير على عمق العلاقات وتماسك المجتمع. يقول في ظل أزمة كورونا كان هناك فرصة لغربة العلاقات والتمييز بين الأشخاص الذين يتعاملون بمشاعر صادقة وطيبة وأخلاق لكون الأصالة هي سمتهم البارزة، وبين أولئك الذين يتخذون من الهشاشة والسطحية والمنفعة المادية عنوانا لتعاملاتهم مع الآخرين.

ويضيف انه بالسنوات الأخيرة بات من الملاحظ أن علاقات الصداقة والزمالة أصبحت أقوى وربما تفوق أحيانا علاقات القرابة، لافتا إلى أن تأثر الجميع بجائحة كورونا كان له دور كبير في أن تكون العلاقات ملفتة للنظر بين الناس وذلك نتيجة للظرف الصحي الذي مر به المجتمع الليبي، الأمر الذي أدى إلى زيادة الترابط والتواصل حتى وإن كان التواصل عن بعد فكانت العلاقات قوية وزادت قوة خلال الحظر لكونها قائمة على التعاطف والتكامل والسؤال والاطمئنان .

إضافة إلى أن جائحة كورونا كانت بمثابة الاختبار وعامل قوي لإعادة النظر في العلاقات الاجتماعية مرور الجميع بهذه الأزمة الصعبة أشعرهم حتما بأهمية العلاقات الاجتماعية وضرورة غربلتها والاكتفاء فقط بمن يستحق وأهل للمحبة والثقة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى