كتاب الرائ

إعلان مؤجل –

عصام فطيس -

بإختصار

عصام فطيس

إعلان مؤجل

رحل ام لم يرحل ؟ في حالة حرجة  ام مستقرة ؟

ليست تلك هي المسألة فالأمر برمته فتح الباب امام تساؤلات لها اول وليس لها آخر !

البداية كانت بخير عاجل تناقلته الفضائيات و وكالات الأنباء عن دخول الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الى المستشفي في حادة وصفت بالحرجة ، ولَم تكد تمضي ساعات حتي انتشر خبر وفاته كإنتشار النار في الهشيم مسيلا مداد الحبر ، ومع تدارك السلطات التونسية للأمر وتكذيبها لخبر الوفاة ونشرها بيان عن حالة الرئيس الصحية الا ان ذلك لا يعني ان العجلة عادت للدوران وان الاوضاع 100/100 والدنيا ربيع والجو بديع ، فالخبر ألقي حجرا في المياه الراكدة ، وكشف عن سيناريوات متعددة تنتظر تونس في القادم من الايام ، وشرعت الأبواب على جميع الاحتمالات .

وجاءت مصادفة وقوع العملية الارهابية في العاصمة وخبر الوفاة المزعومة للرئيس ليؤكد ان السلطات الرسمية جاهزة للتعاطي مع اي حدث طاريء فلم نشهد ارتباكا او تضاربا في المعلومات وهو ما اعطي إشارات لا لَبْس فيها بالجهوزية لمواجهة اي متغيرات .

ولعل مكمن التخوف مما قد تأوؤل اليه الاوضاع بتونس في حال وفاة الرئيس  يعود بالدرجة الاولى الى التوقيت الصعب الذي تمر به تونس ، وهي  تقف اليوم  في مفترق طرق  بين السير على نمط الدولة الذي بناءه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وزين العابدين او الاتجاه الى دولة تيوقراطية ، حاول النهضاويون تأسيسها الا انهم فشلوا في ذلك ، فعاقبهم الشعب التونسي واختار الرئيس السبسي  الذي تمكن  بخيرة السنين  و ببراغماتية من المحافظة على توليفة الحكم وجنب بلاده الانفجار ، ليكن بالفعل رمانة الميزان التي حمت تونس بعد فشل تجربة  النهضة الذريع في الحكم .

اليوم وبعد الاعلان المزعوم عن وفاة الرئيس  يصبح من اللازم طرح أسئلة استباقية  الى من والى ما  ستأوؤل الامور في تونس ، الى حركة نداء تونس  استنادا الى تجربتها في الحكم  والى ارثها العاطفي ، ام ستعود النهضة لتصدر المشهد خاصة وان شيخها يتربص الفرص للعودة الى الواجهة من جديد   ؟

 

ويري المراقبون ان الخطر الكامن من احتمال عودة حزب النهضة للواجهة ومحاولة سيطرته على الاوضاع  من جديد  ، ينذر بدخول البلاد في مرحلة من عدم الاستقرار ، سيتأثر بها  جيران تونس سواء سلبا  ، ولنا في ذلك تجربة مريرة منذ سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي ، حيث شهدنا في عهدها تدفق العناصر التكفيرية الى بلادنا ،  ورغم ان الاعلان مؤجل الى حين إشعار اخر الا ان المعادلة واضحة متي ما استقرت ليبيا تستقر تونس ومتي  ما استقرت تونس الطريق الى استقرار ليبيا قادم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى