المنوعات

أحببت (أدرى ) من حيث لاأدرى ..!

أحببت (أدرى ) من حيث لاأدرى ..!

 

يقع معظم الشمال الافريقى وسط صحراء كبرى ، هى وإن بدت لنا جافة جرداء قاحلة ، فهى غنية زاخرة بماض ترويه المياه الماطرة الجارية ، التى وإن جفت فقد تركت لنا تركة جيولوجية تختزن بعض المياه التى كانت يوما غامرة .. مياه مطمورة تحت رمال حارقة ، تفجرت من تحتها عيون إينعت لها واحات ابتسمت للماء ، فأورقت نخيلا وظلالا وارفة ، تحكى حكايات واقعة فى واحات ليبيا ، تاخذنا  من حيث ندرى ولاندرى إلى واحة (أدرى) ..أدري التى يعنى إسمها باللغة التارقية ( التشقق)  تقع بالطرف الغربي لوادي الشاطي الذي يمتد من من قرية اشكده وقير شرقا مرورا بمدينة براك على مسافة 140 كم تقريبا. ادري هذه القرية الموغلة في القدم ، التى تحيط بها غابات النخيل وحقول الزراعة القزمية التي اعتمدت في الماضي بشكل خاص على توفر ينابيع المياه الجوفية ذاتية التدفق ، وشكلت نمط النشاط الاقتصادي للواحة . من اهم معالمها المميزة القلعة او القصبة كما يشار لها ، وتقع على قمة جبل يتوسط القرية يضفي عليها هيبة ويمنحها سحرا يؤهلها لان تكون اشبه بزمردة فاتنة على جبين الواحة والصحراء. التى يعود تاريخ بنائها الى زمن الجرمنت كما يروي سكانها ، وقد مثلت احدى حصون الحماية للدولة وحركة القوافل العابرة للصحراء من الشمال الى الجنوب ، والمتجهه الى بلاد السودان او قادمة منه ، حيث تجد في الواحة مكانا للاسترخاء والاستراحة من عناء السفر الطويل وصعوبة مراس الصحراء ومناخها القاسي . وان كان الاسم اى القصبة يشير الى مراكز الادارة في دولة اولاد امحمد اى خلال الفترة من 1550 – 1812 م.  ويبدو ايضا ان موقعها الجغرافي في احضان الصحراء كنقطة عبور رئيسة منحها الاهمية واعطى لسكانها فرص مناسبة للتعايش والاستقرار . حيث يذكرهنا  الرحالة الايطالي السير جون في مذكراته ( رحله من طرابلس الغرب الى بر الهوسه ) انه حل بالواحة  ، وكان في طريقه الى بلاد السودان وقد تزود منها باحمال القمح والثمر بما يكفي للمرحلة القادمة من رحلته . وعن وصف قرية ادري القديمة يورد احد ابنائها كيف أنها كانت مقسمة الى احياء ومسميات  منها : جهة الخصاص : وتفع شمال القصبة وسميت بهذا الاسم لانها بدات ببيوت من جريد النخيل والبيت المبني من جريد النخيل يسمى خص اما الجهة الثانية هي جهة المنسلحة وسميت بهذا الاسم لانها تقع جنوب القصبة قرب المزارع ، والانسلاح يعني السقوط التدريجي من على الشيء. والجهة الثالثه :الميدان حيت هو يعتبر مركز القرية وبه الدكاكين والمدرسة القديمة والمركز الثقافي ومبنى اليونيسكو والمخبز القديم ولاننسى العرقوب وهوالمكان اوالساحة القديمةجدا المتكونة من بيوت قديمة شرق القصبة وكانت هذه الساحة للافراح والمناسبات العامة اما الجبال المحيطة بالقرية هي كاف برووة وكاف الزليفة غرب القرية اما كاف العور يقع شرق القرية اما كافي سعدة وارحومة شمال القرية اما فى الجنوب من القرية فهناك الكثبان الرملية الكبيرة .. ادرى التى أشتهرت بعيونها  القديمة التى لطالما كانت رافدا للحياة فيها  ومكانا للاستحمام والاستجمام إلى زمن قريب جدا فيها ، ومنها: طناز و تميرة و الكدوة و البير و تنقيسم و البسيتين وتنزبر و غنت والكرمة و ابدرن وتيرغت وتادامت..   هذه أدرى التى انتفضت ذات يوم ضد الاستعمار الفرنسى ، بسبب   ظلمهم وتجبرهم على الاهالى ونهب خيراتهم  ، والتحرش بنسائهم . مما أدى بهم إلى حالة من الفقر المدقع ، اكلوا على اثره الفكريس من جذوع النخيل ، وتهجير معظم شبابها ورجالها ، إلى تونس وطرابلس وبنغازى ..!!  ادرى التى تدعوكم اليوم وكل يوم لإستكشاف عشق من اول نظرة ، عند زيارتها لاول مرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى