كتاب الرائ

ويوا رمز من رموز أفريقيا الخالد

بقلم / خليفة الرقيعي

ويوا رمز من رموز أفريقيا الخالد

بقلم / خليفة الرقيعي

نيجيريا أحد الدول الأفريقية الغنية بثرواتها الطبيعية المتنوعة وباتساع أراضيها الزارعية الخصبة ووفرة مياه العذبة .. إنها تعرضت هي الأخرى للابتزاز الغربي وانتهت في نهاية المطاف بالحروب والفقر والدمار لبيئتها الزراعية ونسيجها الاجتماعي .

مع اكتشاف أول حقل بترول بالمناطق الواقعة على ضفاف نهر النيجر عام 1956م تحولت تلك الأراضى الزراعية الخصبة والمهمة للاقتصاد إلى مستعمرات بترولية وعلى رأسها الشركات الأمريكية كشركة شيفرن وغيرها . جراء الكوارث والمظالم التي اقترفتها الشركات تنادت قيادات المنطقة الشعبية وطالبوا الشركات بالحد من الاستهتار بالبيئة والتعويض علن الخسائر المادية والبشرية .

عندما تجاهلت الشركات مطالب القيادات التي كانت يقودها كين سارو ويوا قاد ويو وزملائه القيادون مظاهرة شعبية حاشدة أعقب المظاهرة سفر ويوا إلي لندن للاستعانة بالمنظمات والجمعيات البيئية الأوربية ولكنه طرد من مكاتبهم ومنعوه من التحدث أمام جمعاياتهم وتعرض إلي معاملة دنيئة لا تليق بسنه ولا بمقامه .

بعد تسعة أشهر من المظاهرة ، أي في شهر أبريل عام 1993 م بدأ الجيش المدعوم من قبل الشركات الغربية البترولية بعمليات الأغتيال للقيادين النشطاء وضد كل من تم التعرف عليه وشارك في المظاهرة مع شهر يوليو بنفس العام ، أكثر من ثلاثمائة (300) متظاهر وقيادي قتلوا في منطقة أوكاني لاند وحدها وقتل ما يزيد عن أربعمائة (400) مواطن أعزل في هجوم مفاجيء للجيش على أحد الأسواق العامة وبنفس المنطقة المذكورة انفاً .

بالنسبة للقيادي ويوا ، دبرت له مكيدة واتهم بجريمة قتل ووضع في السجن بعد أن تم تصفية أربعة من رفاقه المقربين جسدياً واستمرت عمليات النهب والسلب والاغتصاب والقتل في أكثر من 126 قرية بقيادة العقيد بول اكون تيما الذي كان من عادته التبجح أمام جنوده بأنه تم تدريبه على (204) طريقة قتل في المعسكرات الأمريكية والأوروبية .

تدخل شقيق ويوا وقابل رئيس شركة شيل الإنجليزي ، فرع نيجيريا حينئذاك السيد برين أندرسون واستجداه بأن يتدخل ويسخر علاقاته مع الحكومة لإيقاف المجازر والكف عن تعذيب السجناء وافق اندرسون شرط أن تقوم شقيقة ويوا بالإدلاء بتصريح صحفي فيه أنه لايوجد تلوث أو ضرر بيئي بالمنطقة وإيقاف المظاهرات ضد شركته والشركات البترولية الغربية الأخرى .

عندما رفض ويوا الشروط صرح اندرسون بأن الشركة لايحق لها التخل في الشئؤن الداخلية ، بعدها بيومين فقط ، أي يوم 10 من شهر نوفمبر عام 1995م حكم على ويا وثمانية آخرين من رفاقه بالإعدام شنقاً حتى الموت ، أبن ويوا وصف تصفية والده بالأمر الذي يطارده في كل الأوقات ، بعد الإعدام طالب رئيس جنوب أفريقيا مانديلا الولايات االمتحدة الأمريكية بفرض حصار على حكومة نيجيريا ولكن كل ما قامت بهالإدارة الأمريكية وهو شجب عملية الإعدام ولم تتوقف على استنزاف بترول نيجيريا الخام اللذيذ وسطر ويوا ملحمة من الملاحم الأفريقية ليكون رمزاً من رموزها الخالدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى