كتاب الرائ

مواقف متشنجة

اوراق

عصام فطيس

على غير العادة وبين الحين والاخر تتخذ الدبلوماسية المصرية مواقف متشنجة من ملف الازمة الليبية وهي مواقف تسهم في توتير العلاقات  الاخوية بين البلدين ؛ ولعل الموقف الاستعراضي لعميد الدبلوماسية المصرية سامح شكري بالانسحاب من اجتماعات الدورة العادية لوزراء الخارجية العرب الذي ترأسته ليبيا بغائب عنا ؛ ودعونا آبان ذلك إلى عدم الانجرار وراء هذا الموقف الاستفزازي  والتصعيد حرصا على التخفيف من حدة التوتر بين البلدين .

 المستجد في المسألة الموقف التضامني المتشدد الذي اعلنته القاهرة مع اليونان  من توقيع حكومة الوحدة الوطنية لمذكرة التفاهم مع الحكومة التركية بخصوص التعاون لاستغلال المنطقة الاقتصادية الليبية بعث على الاستغراب ؛ لا ندري لماذا تصر القاهرة على ربط مواقفها بمواقف اليونان ؛ وكان بإمكانها مناقشة الامر مع الحكومة الليبية عبر القنوات الدبلوماسية او عبر القنوات غير المعلنة ؛ وفي جميع الاحوال مذكرة التفاهم لا ترقي لمستوي الاتفاقيات والمعاهدات حتي تدخل لحيز النفاذ ويظل امر نفاذها في يد مجلس النواب الليبي  ونوابه اصحاب المواقف الزئبقية  التي حيرت الليبيين والعالم .

ومما زاد الطين بلة  تصريح الوزير شكري في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية اليوناني الذي طالب فيه  الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش  باتخاذ موقف واضح «من عدم شرعية» حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ؛ وفات معالي الوزير شكري ان حكومة الوحدة جاءت نتيجة تفاهمات دولية بين الكبار المعنيين بالازمة الليبية ؛ اما الامين العام فهو موظف اممي ليس بصاحب قرار دوره يقتصر على الاعراب عن الاسف والقلق والشجب والادانة اذا اخذ الضوء الاخضر من المجلس ؛ وبناء عليه فإن مشروعية الحكومة من عدمها بيد الكبار !   ولايعني عدم قبول دولة او اثنتين لها غير ذلك ..

كان على القاهرة ان تنأي بنفسها عن حالة الاستقطاب الحاد بين انقرة واثينا ؛  وأن تعمل على السعي من أجل السير قدما للانتخابات البرلمانية والرئاسية .

 اعتقد ان المواقف القائمة على رد الفعل في  العلاقات بين الدول لن تسهم في بناء علاقات ودية وطبيعية ؛ ويجب ايجاد قنوات اتصال مع القاهرة لتجاوز التوتر في العلاقات بين البلدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى