كتاب الرائ

من ينقذ الكورنيش؟!..-

      بقلم/ البهلول عرفه -

من ينقذ الكورنيش؟!..

      بقلم/ البهلول عرفه

ما يعرف بكورنيش مدينة طرابلس تلك اللوحة الفنية الجميلة التي تربعت على مساحة شاسعة من مياه البحر المحادي للمدينة بأمواجه الذهبية تلك الأمواج التي تكسرت فوقها أعتى  القوات الغازية من فلول الأسبان وجحافل الطليان وقوات البحرية الأمريكية التي تكبدت خسائر فادحة أبان حكم الأسرة القراملية لطرابلس فى عهد

يوسف باشا القراملي الذي استولت قواته وبحارته الشجعان على اكبر قطعة بحرية فى الأسطول وهى (فلاذلفيا) ولقنوا الغزات الامريكان درسا لن ينسوه.

هذا الكورنيش الذي تم إنشاؤه على مياه البحر  ايان فترة ثمانينيات القرن الماضي ويعد مشروعا سياحيا اضفى على مدينة طرابلس ناحية جمالية من الروعة والابداع ،حيث كان الشاطيء ملاصقا لقلعة السراياء الحمراء المتزينة بمدافع القلعة المعروفة (بمدافع بوخرص) التي كانت تستخدم كاحد ادوات الدفاع عن القلعة وكذلك استخدامها  في اطلاق مدفع الافطار اثناء شهر رمضان المبارك خلال تلك السنوات الماضية.

كما يعد الكورنيش متنفس لسكان مدينة طرابلس والمناطق المجاورة لها خاصة خلال موسم فصل الصيف حيث نسمات البحر العليل والهواء النقي الذي يعد بمثابة الرئة لأهالى وسكان طرابلس عروس البحر الأبيض المتوسط.

هذا الكورنيش طاله هو الاخر الاهمال كما طال العديد من المرافق الخدمية والبنى التحتية خاصة فى السنوات الأخيرة التى شهدت تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية التى تمر بها البلاد ومدينة طرابلس تحديدا وهو الآن يعاني الاهمال نتبجة عدم توفر الصيانة اللازمة لارضيته وللسياج المجاور له الذي أصبح متأكل نتيجة الرطوبة التى يخلفها مناخ البحر فى مثل هذه الحالات ،وكذلك وجود بعض الانجرافات على أرضية الكورنيش مما يشكل خطرا على حياة المواطنين وأطفالهم الذين يرتادون الكورنيش لغرض الفسحة واللعب مما قد يتسبب فى حدوث كارثة بشرية لا قدر الله.

هذا الأمر المتعلق بصيانة الكرنيش لابد من معالجته فى اقرب الآجال وضرورة البدء فى العمل الفعلي لاعمال الصيانة حتى لا تتفاقم المشكلة ويستعصي حلها لو طالت أكثر من ذلك ، وهى مسؤولية الدولة متمثلة وزارة الحكم المحلي و بلدية طرابلس وجهاز مرافق طرابلس وضرورة العمل والسرعة  لإنقاذ هذا المرفق الخدمي والحيوي.

فهل تعجز دولة مثل ليبيا تجرى تحتها انهار من البترول فى المحافظة على كورنيش العاصمة طرابلس الذي كان ولايزال الواجهة السياحية للمدينة بمنظره الخلاب خاصة أثناء الليل عند انكسار خيوط الضوء على مياه البحر فى حلة نسجت من الأضواء.. اخيرا  نتمنى أن يتم إنقاذ الكورنيش قريبا ليعود أفضل مما كان عليه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى