ليبيا

مرور 108 عاما على نفي 5000 ليبي إلى الجزر الإيطالية النائية

كي لا ننسى :

كي لا ننسى :

مرور 108 عاما على نفي 5000 ليبي إلى الجزر الإيطالية النائية

مرت يوم السبت الماضي الموافق للسادس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري  الذكرى 108 لــلجريمة التي ارتكبها الاستعمار الإيطالي بنفيه على مراحل لأكثر من 5000 ليبي وتهجيرهم من أرضهم في ظروف غير إنسانية بالغة القسوة والوحشية إلى جزيرتي أوستيكا وتريمتي وبعض الجزر الأخرى النائية المهجورة والموحشة والموبؤة ، في أكبر عملية نفي جماعي سجلت في ذلك التاريخ ، والتي تعد جريمة بشعة لم يشهد التاريخ مثيلًا لها .

أولى عمليات النفي الجماعي لليبيين التي استخدمها المستعمر لإبادة الشعب الليبي جراء تصديه لحجافل الطليان الفاشست، بدآت بطرابلس في 26 / 10 / 1911 عقب معركة الهاني – شارع الشط ، حيث قام المستعمر بعمليات قتل واسعة للأهلي زاد عددهم عن 4000 شهيد خلال الأيام التي أعقبت الهزيمة النكراء التي مني بها في الهاني وشارع الشط على أيدي المجاهدين ، وبلغ عدد من تم نفيهم إلى الجزر الإيطالية النائية 594 من أهالي مدينة طرابلس، ثم تواصلت على مراحل زمنية تجاوزت الثلاثة عقود من الممارسة المستمرة للنفي، والأبعاد ، والقتل الجماعي ، والتشريد وتفريغ الأرض من أبنائها ، كجزء من الممارسات القمعية البربرية التي ارتكبتها سلطة الغزو الإيطالي ضد الليبيين آنداك ، إلى أن بلغ العدد 5000 أسير من مختلف الأعمار ، خاصة بعد الهزائم التي مني بها المستعمر ﻓﻲ ﺳﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺮﺿﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ 1914 ﻭﺭﺑﻴﻊ 1915 .

إن هذه الجريمة التي لم تعرف الإنسانية نظيراً لها في التاريخ البشري ،والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب العربي الليبي المسلم ، الذين تعرضوا لمعاملة غاية في القسوة ، بداء من إلقاء القبض عليهم وحجزهم في أماكن تحت الأرض ، ومن تم نفيهم في سفن غير معدة للبشر، وتركهم يصارعون المرض ، وسوء التغذية دون أية عناية أو إشراف صحي ، إلى أن مات أغلبهم من أمراض البرد ، والسل الرئوي والكوليرا ، وذهبوا إلى مصير مجهول ولا يعرف من مات منهم ، ولا أماكن رفاتهم ، كما لا يعرف عدد الأحياء منهم وأسرهم ، أن تزوجوا وتركوا أبناء أم لا  .ستظل قضيتهم حية في الضمير الذاكرة ، وهي دين في أعناق الليبيين ، وملزمين بسداده اتجاه أجدادهم ، وآبائهم ، وأمهاتهم من المنفيين .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى