ثقافة وفنون

محاضرة تتناول جماليات النصوص المسرحية والإخراج في المسرح الليبي

قدم الكاتب المسرحي والروائي والصحافي الليبي منصور بوشناف مساء اليوم الاربعاء محاضرة بعنوان “جماليات النص والإخراج في المسرح الليبي” بحضور عدد كبير من النخب الثقافية في البلاد من فنانين وأدباء ومخرجين وكتاب وإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي، في إطار فعاليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية.

وتناول بوشناف خلال حديثة النص المسرحي باعتباره موطن الشخصيات المسرحية ومسقط رأسها وتحول الشخصيات من الخيال إلى الواقع.

وأوضح بوشناف أن الإخراج المسرحي هو التخليق الثاني للنص وبث الحياة فيه، وهو من أدوات المخرج التي تحول النص إلى حياة أخرى مثل النحات والرسام .

وأضاف أن المسرح في ليبيا يختلف عن المسرح الأوروبي والعربي مشيرا إلى أن المسرحيات في البدايات لم تبن على نصوص أدبية، بمعنى إنها لم تُستوح من روايات بل من أفكار الفنان الذي يحاول تقديم عرض مسرحي.

وكشف أن أول مسرحية مستوحاة من الأدب كانت قصيدة للشاعر احمد رفيق المهدوي واسمها (غيث الصغير).

وأشاد ” بوشناف  “بالمناسبة بكتاب النص المسرحي مثل ” عبدالله القويري،” و ” البوصيري عبدالله ” ، مبينا أنهما الأكثر انتاجا للمسرح وكتاباتهما تعتبر وثيقة للقراءة وليس فقط للعرض المسرحي .

وتحدث أيضا عن تجربة مصطفى الأمير وكيف كان يسافر لإيطاليا ليشاهد العروض المسرحية ويأتي لتنفيذها وتحويلها لنصوص اجتماعية ليبية تتوفر فيها شروط النص المسرحي .

وضرب في هذا الخصوص مثلا بمسرحية ( نوارة ) للمخرج ” علي الجهاني ” التي أحدثت، حسب قوله، نقلة في المسرح واعتبرت من أهم أعمال المسرح الليبي وهي مسرحية شعبية عميقة وراقية دون إسفاف وشخصياتها ذات ملامح مختلفة وقدمت فنانين مثل ” ميلود العمروني ” و “صالح الأبيض “. 

واختتم الكاتب “منصور بوشناف ” الندوة بحديثه عن المسرح الكوميدي الذي استقطب الجمهور ، مشيرا إلى إبداع المخرج ” فتحي القابسي ” في نصوصه المسرحية التي تتضمن الشعر بالإضافة إلى لهجة المنطقة الوسطى في ليبيا.

وانتظمت في ختام المحاضرة حلقة نقاش بين الحضور والكاتب المسرحي والروائي ” منصور بوشناف ” نوقش خلالها ما طرحه من سرد تاريخي عن للمسرح الليبي ورواده.

يُذكر أن الكاتب ” منصور بوشناف ” بدأ كتابة مقالات في الصحف الليبية في عام 1970 عندما كان طالبا في الجامعة قاريونس. اعتقل في سنة 1973 لمدة ستة أشهر بسبب مسرحية تداخل الحكايات في غياب الراوي ثم زادت شهرته عقب اعتقاله في يوم 7 أبريل عام 1976 من قبل سلطات النظام السابق فقضى 12 عاما في السجن مع كتاب ومثقفين آخرين. بعد الإفراج عنه في عام 1988، كتب بوشناف العديد من المسرحيات التي عُرضت على مسارح ليبيا. ونُشرت روايته الأولى تحت عنوان سراب الليل … مضغ العلكة باللغة العربية في أوائل عام 2008 من قبل ناشر مستقل في القاهرة ولكن سرعان ما حظرتها السلطة الحاكمة وقتذاك ومنعت توزيعها داخل البلاد. ونُشرت الرواية في يونيو 2014 من قبل ناشر مستقل في لندن مع ترجمة من المٌترجمة منى زكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى