كتاب الرائ

متى يصدح الحق ؟

بقلم / خليفة الرقيعي

متى يصدح الحق ؟

بقلم / خليفة الرقيعي

حروبنا الدائرة صورة سوداوية مؤلمة لواقعنا الصعب ، ترتب عليها كافة العراقيل لسبل الحياة وأصبحنا ، من جرائها ، وكأننا نعيش في زنزانة منعزلة عن الرقي والتحضر وغرست في دخلنا نكهة القبلية العنصرية الكريهة  العفنة وتزداد قسوة وشدة وإجراماً .

هذه المآسي وغيرها ، مما لم نذكرها وممن آلت إليه هذه الحروب ، أفرزت نتائج خطيرة على كافة الأصعدة وحملت انعكاسات سلبية كثيرة لا يمكن التبوة بها على حياة ومصير شعبنا الذي أصبح يعيش بمعزل عن ذاته وتاريخه وعقيدته ولم يعد له علاقات تبادلية قائمة فيما بين شرائحه .

أصبح العنف فيما بيننا سيد الموقف ، عنف يصعب احتواءه وتحول إلي ساكن في كل الجغرافية الليبية ولا يعرف إلى أي مدى سيصل بناء . ففي الوقت الذي تتناحر فيه أطراف النزاع والصراع على كراسي سلطوية منزوعة السيادة ، ينتهك القاصي والداني سمائنا وحدودنا ويعيش شعبنا تحت وطأة أوضاع قاسية اقتصادية واجتماعية وإنسانية وأمنية طالت معظمنا ، نازحين ، جياع بعد أن مزقت المآتم شملنا .

أصبح القتل فينا متعه لا متناهية ، تستمد ابتهاجها من مصدر لذاتة الدالة على عمقها وعلى رغبة متفتقه لمن يزاولها ، تجذرت هذه اللذات في أرواحنا وكأنها لغة العطاء بدون حساب ولا قهر … تتغذى مقوماتها من قيم حسب السيطرة والتميز والإخضاع لتؤسس في دخلنا ثقافة التحريم والمنع وإنتاج الممنوعات حتى استطونت  في دخلنا بشكل لا شعوري .

متى يا ترى ، نحن الليبيون ، نخضع لعصر الإصلاح ونزيل عناصر الفساد و نتأفف عن المظالم وتصبح ليبيا فوق كل ذي اعتبار .ومتى نوحد صفوفنا ونسن قوانينا ونفرض ضرائبنا ونكشف معالم سياستنا ونجد من حدود هيبتنا ونعين قادتنا وجيشنا وموظفينا بشروط المؤهلات والتفاني والصدق والأمانة والولاء والعطاء وتكون طاعتنا لله وليس للغرب ؟ أوضاعنا باتت معلومة ومكشوفة ومخجلة يشهد عليها القريب والبعيد بقسوتها ومظالمها ، فإلى متى تصبر حتى يصدح الحق ؟!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى