كتاب الرائ

(كريست سيرش ).. وخطاب الكراهية –

محمد الفيتوري -

(كريست سيرش ).. وخطاب الكراهية –

محمد الفيتوري –

لكم كانت الصدمة شديدة الوقع ونحن نشاهد ذاك الإرهابي الحاقد وهو يوجه بنادقه الرشاشة نحو صدور المسلمين العارية داخل أحد مساجد مدينة (كريست سيرش) بنيوزيلاندا في صلاة الجمعة في اقتراف لمجزرة بشعة اهتز لها الوجدان الإنساني وتعمقت بها مفاهيم العنصرية أكثر فأكثر تجاه الأديان السماوية ..

أكثر من خمسين ضحية قتُلت في هذه الجريمة الشنعاء وعشرات المصابين تحت العلاج في المستشفيات لا لشيء إلا لأنهم مسلمون يعبدون الله في دولة لم يسجل عليها في السابق انتهاكات عنصرية أو دمويه كتلك التى حدثت في صلاة الجمعة الأمر الذي يعكس تنامي خطاب الكراهية والسلوك المشين تجاه المسلمين في العالم على الرغم من الجهود الخيرة التى تبذل من أجل تكريس التقارب بين الأديان غير حوارات فاعلة توثق الصلات والعلائق في عالم يتغير ويندمج بفضل التطور التقني والعلمي على مختلف الصعد أن حادثة كريست سيرش الأرهابية تبرهن على حقيقة مهمة إلا وهي أن الإرهاب بالأديان له ومن الإجحاف الصافه بالإدين السماوية مهما كانت الظروف والوقائع ويظل ممارسوه يعبرون فقط عن أنفسهم ولا يمثلون الديانات التى يعتنقونها إذا كان الإرهابي مسلم أو مسيحي فمن الظلم والإجحاف أن نتهم الإسلام والمسيحية بالإرهاب لأن ما يقع من عمليات إرهابية تظل ممارسات فردية وشخصية يتبرا منها الجميع ويستهجنها الكل وقد وقفنا على ما اتخذته نيوزيلاندا من إجراءات حيال العمل الإرهابي الذي وقع مؤخراً على أراضيها وكيف تعاطت رئيسة الوزراء النيوزيلاندية مع الحادث ومع اسر الضحايا مما خفف من وقع الصدمة عليهم في مشهد يعكس حجم التعاطف مع مصابهم الجلل …

إن ما يهمنا الآن هو إعادة إنتاج ثقافة جديدة تواجه خطاب الكراهية والعنصرية المقيت الذي يجتاج دول كثيرة في عالمنا وهذا لن يتأتي إلا الآن من خلال الجلوس والتحاور بين الدول للوقوف على الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه الأحداث المؤسفة التي تهدد السلم والاستقرار الدوليين ومعالجة الاخلالات التي يستغلها الإرهابيون في ممارسة نشاطهم الإرهابي الذي هو يتعارض ويتنافى مع أبسط القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية

فكلنا معنيون بمعالجة هذا الواقع السيء الذي يعيدنا إلى عصور الظلام بكل طقوسها وكلنا معنيون بانتاج خطاب التسامح والمحبة بين الأمم على مختلف أجناسها ومعتقداتها الدينية وعدم ترك المجال أمام المعتوهين والسفاحين لكي يعبثوا بأرواح البشر ويدمرون العلاقات الإنسانية .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى