كتاب الرائ

وجع في القلب –

بقلم / عبدالحكيم علي القيادي -

وجع في القلب

بقلم / عبدالحكيم علي القيادي

لا أعرف كيف استهل حديثي أو موضوعي هذا لما له من اثر يدمي القلب ويترك فيه حرقة وما وصلنا إليه هذه الايام ، موضوع بالغ الاهمية والحساسية  قد يكون سبباً في تمزيق اقتصاد امة بكاملها وقد يكون أيضاً سبباً في شقاء بعض افرد مجتمع انه السرقة والنهب الذي يحدث داخل مؤسساتنا العامة فأصبحنا نحلل سرقة المال العام وكأني بها من اولويات اعمالنا المناطة بنا ، اصبح هذا العمل مباح لأصحاب النفوس المريضة والضعيفة  فالاستحواذ على ما هو ملك للدولة ودون وجه حق اصبح من العادات التي يفتخر به البعض بل اصبح من الذكاء للبعض الاخر منهم ولا نعلم من أين جاءتنا هذه الافكار فالإنسان المسلم يتعلم منذ فترة مبكرة من حياته أن السرقة خطيئة وان من الخطأ أن نسلب ممتلكات الآخرين . هل تقلد المناصب القيادية او شغل الامكان التي يكون له صلة بالمال بطريقة مباشرة او غير مباشرة يعطي هذا الحق ويصبح غباءً لمن لا يستفيد من هذا المكان في سرقة هذا المال فهذه حسب اعتقادهم شطارة وذكاء خارق منهم ، مع احترامي الشديد وأسفي لكل انسان يحترم نفسه ويضع مخافة الله بين عينيه في اكل مال الحرام وأنا على ثقة تامة بأنهم الاكثرية ولكن هذه الزمرة الفاسدة هي من طفحت على السطح موقتاً وسوف تزول بأذن الله فهو مجرد وقت لاغير .

أن مرض السرقة غير مرتبط بالشخص هل هو فقير أم غني ، فهذا المرض الذي يعاني منه البعض مرض لا يستطع التغلب عليه أو مقاومته ألا من وضع الله نصب عينه ، ويتذكر دائماً أن عن يمينه وشماله ملكين يسجلان ويكتبان كل ما يفعل  فهوس السرقة عبارة عن عدم القدرة على السيطرة على الرغبة في سرقة الأشياء وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأشياء بلا قيمة ، هذا المرض ما هو إلا اضطراب في القدرة على السيطرة على الدوافع . ففي ديننا الحنيف قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة : ”وَالسَّارِ‌قُ وَالسَّارِ‌قَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿38﴾ فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّـهَ يَتُوبُ عَلَيهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيم﴿39﴾“. فمن انواع السرقة قطع الطريق على الناس لأخذ أمتعتهم ، اختلاس الأموال و المال العام ، بخس الناس أشياءهم ، كل هذه سرقة لكونها أخذ ما للناس بدون حق .

ندعو الله أن يصلح حال البلاد والعبادة وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يدعلوا مخافة الله في اعمالهم وأفعالهم وحفظ الله بلاد المسلمين وبلادي من كل سوء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى