المنوعات

قلعة أبو نجيم إرث تاريخي مدفون

أبو نجيم أو (جولا) معلم اثري مهم ومنطقة تاريخية قديمة جدا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، كانت مثل مدينة سرت لكنها لم تتطور، لعل أهم الأسباب كونها مِنطقة معزولة، وما حولها مِنطقة جرداء.

عُثر فيها على الكثير من النقوش المكتوبة باللّغتين اللاّتينيّة والكنعانية، وعلى أدوات حجرية ترجع إلى العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث.

قلعة أبو نجيم إرث تاريخي مدفون

وقد لعبت هذه المنطقة دوراً مهماً في العهد الروماني باعتبارها إحدى النقاط الحدودية الكائنة على مشارف الصحراء التي شيدت فيها الحصون والقلاع القديمة.

اسمها القديم (جولا Gholaia) وورد ذكرها في كتاب التاريخ الطبيعي للمؤرخ الروماني بلينيوس، وهي بوابة الطريق الى جرمة القديمة، ومازالت هذه المنطقة في حاجة إلى عمليات بحث وتنقيب والدراسة للكشف عن مزيد من كنوزها الدفينة.

أبو نجيم مِنطقة يصعب العيش فيها، مناخها شديد الحرارة، تهب عليها في أغلب أيام السنة رياح محلية ساخنة مُحملة بالأتربة (القبلي)، مِنطقة خالية من مظاهر الحياة ووحيدة في الصحراء، يُضرب بها المثل الليبي الشهير (خلا أبو نجيم).

وعلى الرغم من قساوة الطبيعة عليها إلا أن لها صدراً حنون ودافئ تحتضن به أولادها كلما قابلتهم من بعد غياب.

تدعي السعادة على الرغم من إن الزمان أخذ منها ما أخذه، رسمت الطبيعة بملامحها القاسية وكثبانها الرملية ملامح الشيخوخة المبكرة على محياها، قال فيها يوما أحد أبناء الحمادة سلامة محمد الربيعي (كل من يشرب من مائها يقوده الحنين لها .. حتى الابل التي تشرب من ابارها تجوب الحمادة بحثا عن الكلى ثم تعود الى تلك المنطقة).

تقع على طريق فزان الذي يحاذى مرتفعات الحمادة الحمراء من ناحية الشرق، وتعتبر بوابة الطريق إلى جرمة القديمة، وعلى مصب وادي (بي الصغير) وهو احد روافد وادي (بي الكبير)، أقرب المناطق السكنية لها منطقة القداحية والتي تبعد عنها بمسافة تربو عن 150كم وكذلك منطقة الهيشة (أبو قرين) 150كم، وتبعد عن مدينة سرت بحوالي 280 كم عبر الطريق الساحلية.

أخبرنا أحد أصدقائنا من مدينة سرت، بأن هناك طريق صحراوي مختصر لكنه وعر، من مدينة سرت إلى منطقة أبو نجيم يمر عبر وادي جارف، هذا الطريق لا تستطيع عبوره إلا الجِمال أو سيارات الدفع الرُباعي.

انطلقنا بالسيارة عبر الطريق الساحلي من مدينة سرت حتى منطقة الــ 60 كم، ثم تفرع الطريق وتعرج يسارا نحو طريق يُعرف باسم طريق النخلة، نسبة لنخلة وحيدة موجودة هناك، واستمرينا في هذا الطريق مسافة 120كم، ومنه أتجهنا نحو طريق سبها، وبعد 100كم وصلنا إلى مِنطقة أبو نجيم.

لدى دخولنا شاهدنا شمال مِنطقة أبو نجيم القديمة بحوالي 30 كم، مِنطقة جديدة بُنيت حديثا، هي مِنطقة أبو نجيم الجديدة، حيث شيدت بها مباني ومرافق حديثة في ثمانينيات القرن الماضي.

وبعد رحلة شاقة وصلنا إلى قلعة أبو نجيم (الكنز الدفين) الذي يرجع تاريخها إلي العصر الروماني في ليبيا، وهي احدى القلاع الرومانية القديمة التي تم بنائها الى ضفاف نهر، فالمعالم الموجودة على الوادي التي بنيت عليه توحي بأنه كان نهر حيت منسوب المياه عن سطح الارض يبعد اقل من متر حاليا، شاهد من الشواهد التاريخية، ومن بين أبراج التخوم التي شُيدت في مواجهة القبائل الصحراوية في شمال أفريقيا، تعرف لدى البعض باسم (الفورتي) وتقع على الطريق الرئيسي المؤدي للجفرة.

على بعد 30 كم من جهة شمال القلعة توجد قلعة تسمى (سرسي) والادهى والمميز في الموضوع أن من يقوم بإشعال شعلة من قلعة ابو نجيم يمكن أن يُرى من قلعة (سرسي) وكذلك من يقوم بإشعال شعلة من قلعة (سرسي) يمكن أن يرى من قلعة (قرزة) وهكذا فأن الرسالة التي يراد لها أن تبرق من (ابو نجيم) يمكن أن تصل إلى الجهة الرسمية أنذاك في خلال دقائق.

ظلت هذه القلعة صامدة صمود أهلها على الرغم من عوامل التعرية التي تتعرض لها، وزحف الرمال عليها أو ما يعرف بـ (رملة الكردون).

أيام الإمبراطور سبتيموس سويروس، حيث كانت القبائل الليبية المنتشرة في الصحراء دائما ما تهاجم الرومان، هذه القبائل كانت تُكون صُعوبة على أي من يتواجد في ليبيا خاصة الرومان والبيزنطيين.

لكن الكنعانيين تأقلموا معهم فترة من الزمن، لأن التعامل الذي كان بينهم، كان تعامل تجاري ومادي، وتأقلموا كذلك مع جيوش المسلمين التي جاءت أثناء الفتوحات الاسلامية.

ولحماية مصالحهم أنشاء الرومان خط دفاعي يمتد من منطقة القاريات مرورا بقرزة وأبو نجيم على خط المنطقة الصحراوية الجنوبية لمدينة سرت حتى مدينة اجدابية، في هذا الخط قاموا ببناء وتشييد القلاع والحصون ليستوطن فيها جنودهم، استصلحوا لهم الاراضي لأنشاء المزارع والاستقطاعات، وكانت الفكرة منها أن لا يبرح الجنود مكانهم ويدافعون عن هذه القلاع ويكونوا حاجز بين منطقة الرومان الساحلية والقبائل.

هذه القلاع كانت مراكز عسكرية وحاميات لمناطق عسكرية وخط دفاعي طويل أطلق عليه أسم حزام الصحراء، ومن ضمن المخلفات التاريخية كانت قلعة غولا، بالرغم من أن بقية القلاع والحصون معظمها دمر.

أسست الفرقة الاغسطية الثالثة (سميت بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور أغسطس قيصر مؤسس الإمبراطورية الرومانية) قبل زمن الإمبراطور سبتيموس سويروس في العام 201 م قلعة في هذا الموقع أطلق عليها أسم غولا Gholaia وهي أسم لفرقة قوة عسكرية خاصة من الفرسان تحت قيادة قائد المائة)، وأحد القلاع التي أنشئت على تخوم الصحراء خلال الفترة الرومانية.

بنيت قلعة ( جولا ) في حوالى سنة ( 200 – 201 م ) أي في زمن حكم الإمبراطور (سبتيموس سويروس) الذي أولى عناية خاصة بما سمى منطقة التخوم.

قلعة مستطيلة الشكل إبعادها 91 متر في 136 متر و بمساحة قدرها 1.28 هكتار، لها زوايا مستديرة وأربع بوابات، وقد وضعت البوابات في الجانبيين الطوليين للسور وهما بوابة شمالية وبوابة جنوبية كما يوجد بها بوابتان شرقية وغربية.

الملاحظ أن ثلاث من البوابات ذات نوعية واحدة في التصميم، حيث تحتوي على قوس وتحيط بها من الجانبين أبراج مستطيلة، وواجهتها ناحية الشرق.

يتراوح سمك السور الخارجي من 2.40 متر إلى 2.25 متر، بينما يصل ارتفاعه إلى 5 أمتار، واسُتعمل في بنائه الحصى والملاط وطلى بالجص، أما الحجارة المربعة فقد اسُتعملت في بناء الأجزاء السفلية من البوابة الشرقية، مع وجود برجين يتقدمان قليلاً من السور بزوايا مائلة، وهى ذات ممر يتسع لمرور عربة واحدة فقط، ونفس الأمر بالنسبة للبوابات الثلاث الأخرى، فعلى جانبي كل منهما برج مربع الشكل يبرز قليلاً عن خط سير السور، ويلاحظ أن الطابق الأرضي لكل برج يحتوى على نافذتين واسعتين، أما الطابق العلوي من تلك الأبراج في البعض منها نافذتان والبعض الآخر نافذة واحدة، وقد تأكد من خلال الشواهد الأثرية التي عثر عليها بالموقع أن ارتفاع هذه الأبراج كان يصل إلى 8 أمتار، داخل السور يوجد مبنى مركز القيادة، وهو عبارة عن مجموعة مكاتب ومستودعات للأسلحة، وبعض الغرف الأخرى يحيط جميعها بفناء كبير، وقد تم التعرف على غرفة المكتبة بمنضدتها ومقاعدها، ومن الملاحظ أن هذا المبنى قد مر بأربعة مراحل على الأقل، شهد خلالها إعادة بناء وتعديلات هندسية، وتوجد حمامات للجنود من خلالها تم الوصول إلى الكثير من المعلومات عن الموقع، وقد عثر بهذه الحمامات على حوض سباحة إبعاده 3 أمتار طولاً و 2.55م عرضاً و141 سم الحد الأقصى لارتفاع المياه، ولا شك انه كان هناك نظام معين يسير عليه العمل في هذه الحمامات التي ينبغي أن تزود بالمياه والوقود والإشراف على نظافتها، ومن بين ما عثر عليه في الموقع عدة مرافق منها غرفة لقائد الفرقة الأغسطية الثالثة في جولا ومخبز لأعداد الخبز، ومخزن للحبوب.

منذ عام 201م وحتّى عام 237م، أقامت بالمنطقة حامية عسكريّة رومانيّة قوامها لواء روماني من الفرقة الأغسطيّة الثّالثة وفرقة من الفرسان تحت قيادة قائد المائة، إلاّ أنّه بعد حلّ الفرقة الأغسطيّة الثّالثة عام 238م لم يبق بالمنطقة إلاّ فرقة الفرسان السّالفة الذّكر، وكانت تحت قيادة قائد العشرة، ولكن بعد إعادة الفرقة الأغسطيّة الثّالثة من جديد عام 253م لم تعد هذه الفرقة على أغلب الظنّ إلى المنطقة لأنّ فرقة الفرسان المقيمة في غولا ظلّت تحت قيادة قائد العشرة.

إلا أن معظم الآراء ترجح انها تُركت نهائياً حوالي العام 263 م بسبب الاضطرابات التي اجتاحت الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة، وتدل بعض البقايا الأثرية على أن مباني القلعة قد استغلت من قبل الأهالي خلال القرنين الرابع وأوائل القرن الخامس وذلك إلى أن غمرته الرمال، من ناحية أخرى كانت تحيط بالقلعة بعض المباني الأثرية الأخرى يعتقد أن أفرادا من قبيلة (النسامونيس) كانوا يقيمون فيها، وخمسة معابد ثلاثة منها مكرسة إلى كل من المؤله (جوبيتر آمون) و(مارس كانافار) و(فانامون)، وتؤكد الشواهد الأثرية وجود علاقة وطيدة بين قلعة جولا وقبائل الجنوب، كذلك أثبتت تلك الشواهد وجود صلة متينة بينها وبين مدينة لبدة، فضلاً عن علاقتها مع القلاع الأخرى سيما القريبة منه وذلك باعتبارها مكاناً مناسباً لاستراحة القوافل والمسافرين.

وكان المستكشف والرحالة والرسام البريطاني الكابتن جورج فرانسيس ليون George Francis Lyon أول من اكتشف القلعة أثناء رحلة مروره بالواحة في العام 1818م، لقد رأى الكثير من معالم القلعة التي ما تزال باقية آنذاك مثل الأبراج التي انتزعت أحجارها لبناء القلعة (العثمانية) وترك لوحة فنية كان قد رسمها للبوابة الشمالية للقلعة وتعد اللوحة من المصادر الأساسية لدراسة بناء القلعة وتصميمها.

وذكر في كتابه (من طرابلس الى فزان) الذي قام بتعريبه الدكتور مصطفى جودة من جمهورية مصر العربية، رحلة مروره بالواحة عديد التفاصيل، قال:

استأنفنا السير في السادسة صباحا، ومررنا بوديان هيت (قد يكون يقصد وديان سوف الجين التي دونها باسم هيت) وزمزم وبكل منها أعشاب شوكية تغذت عليها جمالنا، ويمتد وادي زمزم الى مسافة كبيرة ناحية الشمال حتى يلتقي بخليج سرت، وفي الواحدة والنصف بلغنا بئر أبو نجيم بعد ان عبرنا الوادي كله، وماء عين أبو نجيم لا تختلف طعما أو رائحة عن الماء الآسن المتعفن، وتنفجر من العين في طبقة طينية سوداء ولا يزيد عمقها عن خمسة اقدام، وعلى بعد نصف ميل من البئر يرتفع حصن روماني قديم بين تلال رملية متوسطة الارتفاع، والحصن مستطيل الشكل ويوجد في منتصف كل حائط من حوائطه بوابة، يرتفع على جانبيها برجان قويان، ولا يرى سوى حائط واحد، أما الحوائط الاخرى فربما سقطت او دفنت وسط الرمال، والصخور التي شيد منها الحصن ذات حجم كبير ككل البنايات الرومانية وهي من الجرانيت الاسود، ووسط الحوائط تنتصب أعمدة قوية تعطي الاحساس بأنها كانت تحمل بناء هائلا، ويبلغ ارتفاع الاعمدة حوالي عشرة اقدام، ووسط الاطلال تبدو فوهة بئر مطموسة تماما، وتمتد الحوائط من الشرق الى الغرب حوالي مائتي خطوة، وربما يجدر بي ان اقول تمتد قمم الحوائط، فالرمال تغطيها تماما في بعض المواقع، ويبلغ طول الحوائط من الشمال الى الجنوب حوالى مائتي وخمسون خطوة، ويبدو ان المسلمين قد استخدموا الابراج الشمالية، فما زالت تحمل بعضا من بقاياهم، ويقال أنه كانت هناك كتابات تتصدر مداخل المبنى، وما زالت كتابات البوابة الشمالية على حالتها، ولابد أن البوابات جميعها تحمل الكتابات التالية.

IMP. CAES . L . SEPTIMO . SEVER . P . 10 . PERTINACI . AVG . TRPOTV . III . IMP . GSIIPPET . IMP . CAES . M AVREL . 10 AVTONIINO V RI IIII . ET SEPTIMINO CAE AVG : O . ANICIO . FAVTO . LEG . AVGSTORRM . CONSVLARI . IUO . III . AVV . P . V.

وتحت هذه الكتابات حملت الحوائط ذات يوم تماثيل محفورة على هيئة نسور ضخمة إلا انها الآن متهدمة تماما، ولا يبدو منها ما يشبه هذا الطائر في كثير او قليل.

الاستاذ خالد الهدار أستاذ التاريخ في جامعة بنغازي والباحث والمختص بدراسة الاثار الليبية قدم لنا وصفا لأبرز معالم هذه القلعة الرومانية، ونقل لنا مخطط الحصن مشيرا الى جهود الباحث الفرنسي البروفسّور رينيه ريبوفا (René Rebuffat) الذي قام بثماني حفريات في المعسكر الرّوماني في مدينة جولا على تخوم منطقة أبو نجيم الحاليّة، والذي شغل رئاسة البعثة الفرنسية لاستكشاف منطقة ما قبل الصحراء (شبه الصحراء) الليبية، حيث كان رئيس الفريق الذي عمل على التنقيب واكتشاف قلعة جولا وذلك خلال الحفريات التي اجريت به ما بين العام 1967م والعام 1980م، وتمخضت عن ازالة الرمال على هذه القلعة الرومانية، وتعرف على تسميتها القديمة غولا Gholaia.

كذلك وجد بين الشقاف المخطوط الذي تمكّن الباحثين من تحديد تاريخه تسع قطع، واحدة تحمل تاريخ عام 253م وأخرى تحمل عام 254م وسبع تحمل عام 259م، وهذه القطع الأخيرة تعتبر آخر الوثائق المكتوبة التي تتحدّث عن (جولا) في فترة احتلالها من قبل الرّومان، لكن الحفريات التي سوف تجرى بالمنطقة ربّما تكشف عن شقاف أحدث عهد، ويوجد بين الشقاف المهمّة 146 قطعة تتحدّث 113 منها عن الأمور العسكريّة، وقد وجدت بالجزء الجنوبي من مركز القيادة، وهذه المجموعة من الشقاف أعطتنا أسماء العديد من الجنود، وقد وجد بعد دراسة هذه الأسماء أنّ حوالي 60% منها أسماء ليبيّة تحمل أسماء ترجع للأسرة الإمبراطوريّة مثل لقب (أوريليوس جوليوس) و40% تحمل أسماء عائلات تتكرّر بكثرة في منطقة شمال أفريقيا مثل لقب (إيميليوس) و(كايكيليوس) و(كورنيليوس) وبعض هذه الأسماء تحمل ألقاباً محلّيّة مثل (حنابعل) و(تونيلا) و(بوبيوس) و(بوزوريس)، وتوجد أيضاً أسماء محلّيّة أخرى مثل (كريسانس) و(داتيوس) و(دوناتوس) و(روجاتوس).

هذه الشقاف توجد الآن بمتحف طرابلس، ومجموعة من الشقاف المخطوطة لم ينشر عنها بعد كتبت بالأبجديّة الكنعانية واللاّتينيّة في نفس الوقت، وقد استعملت هاتان الأبجديّتان في كتابة النّقوش النذرية وكتابة معظم النّقوش التي تتعلّق بالحياة اليوميّة العامّة، ولم يكن ذلك متّبعاً في كتابة النّقوش والشقاف في المناطق المأهولة بالسّكّان النّاطقين باللّغة الكنعانية فحسب، بل إنّ السّكّان اللاّتين أنفسهم كانوا يخلطون أثناء كتابة نقوشهم بين الأبجديّة الكنعانية، فقد وجدت في جولا رسالة كتبت بالأبجديّة اللاّتينيّة والكنعانية، ومن المعتقد أنّ هذه الرّسالة كتبت بيد كاتب أحد قادة الفصائل في جولا، ومن المعروف أنّ الأبجديّة الكنعانية تزيد عن اللاّتينيّة بالحرفين (ش) و(ص)، وقد استعمل الجنود المقيمون بمدينة جولا الحرفين (ش) و(ص) في كتابة أسماء بعض الأشخاص والمواقع التي تحتوي على حرف من هذين الحرفين، مثل الموقع المعروف قديماً باسم (ايشوبا)، وفي كتابة مقياس من المقاييس يسمّى (ايش داريم).

ظلت هذه القلعة صامدة صمود اهلها على الرغم من عوامل التعرية التي تتعرض لها، وخاصة زحف الرمال عليها عبر السنين.

ولكن ما اثار انتباهي هو عمليات الانهيار التي بدات تتزايد على واجهتها الامامية، دون أي أهتمام بها.

كل هذا التنوع المنسجم يرسم لوحة جميلة وفريدة لهذا البلد الكبير المعطاء، تنوع غزير يضع ليبيا بين المناطق السياحية المهمة في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى