كتاب الرائ

فتيل الازمة  !

عصام فطيس

بإختصار

استأثرت الزيارة التي قام بها كلا  من المستشار عقيلة صالح  رئيس مجلس النواب ، والسيد خالد المشري رئيس مجلس الدولة الى المغرب بإهتمام وسائل الاعلام المهتمة بالأزمة الليبية ، وقد أشار بعض المحللين ان هذه الزيارة تأتي نتيجة لتحرك مغربي يعمل على منح قبلة الحياة لاتفاق الصخيرات الذي اتفق عليه الفرقاء الليبيين في العام 2016 م ودخل في حالة موت سريري ، بعد العراقيل التي ظهرت اثناء التنفيذ وحولته الى ما يشبه قميص عثمان رضا الله عنه .

المغرب تحاول بدورها منح الاتفاق قبلة الحياة لاتفاق الصخيرات بعد ان تحول لسنوات لمجرد نص تم تطبيقه بإنتقائية  ، وعينها على كلا من الجزائر   والقاهرة اللتان تحاولان القيام بدور رئيسي لحل الأزمة من خلال طرح رؤي جديدة تتماشي مع مصالحهما .

وتستند المغرب  في ذلك على علاقاتها الجيدة مع طرفي النزاع وعدم تورطها بأي شكل فيما جري ويجري على الأرض الليبية منذ العام 2011 ، إضافة للزخم الدولي المعلن بالتمسك بالاتفاق كمنطلق لحل الأزمة الليبية وهذا الأمر سمح لها بالتواصل مع الجميع من اجل تقريب وجهات النظر تمهيدًا لإستئناف العملية السياسية .

وعكست زيارة عقيلة والمشري الى المغرب حجم الهوة الكبيرة في المواقف بين معسكري النزاع الليبي وتمثل ذلك بعدم تمكن الدبلوماسية المغربية من جمعهما على طاولة واحدة من اجل تقريب وجهات النظر بينهما ، فإلتقي وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بكل من عقيلة صالح وخالد المشري على حدة ، وعلى عادة الدبلوماسية المغربية المؤمنة بمبدأ الغرف المغلقة لم يتسرب الا النذر اليسير مما دار في هذه اللقاءات ، حيث أشار الوزير المغربي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المشري إلي وجود إجماع على تعديل إتفاق الصخيرات الذي توافقت عليه الأطراف الليبية في

2015 م ومعظمنا تابع ويدرك الاتفاق وملابساته ، ورغم هذا نجد أن الشيخ عقيلة الذي ترأس جلسة مجلس النواب لالغاء الاتفاق ( يقول أن العيب ليس في الاتفاق ! إنما في تطبيقه على ارض الواقع !) ولا اعتقد ان العبدلله او احد من الأغلبية الصامتة قد تصدي لتطبيقه على ارض الواقع ، وعلى رأي المثل الليبي  يا شيخ عقيلة ( خلي التبن مغطي شعيره )

الرباط تدرك اليوم  ان نجاح مساعيها هذه المرة لأ يرتبط بمحاولة تقريب وجهات النظر بين الليبيين فقط بل   يتعداه الى ما هو ابعد من ذلك ، بمحاولة التقريب بين الاطراف الإقليمية الداعمة لطرفي الصراع ، وهذه المسألة لن تكون سهلة خاصة في ظل حالة العداء المستعر بينها والذي ظهر جليًا من خلال التصريحات والتصريحات المضادة والتي ما انفكت تطلق هنا وهناك عاكسة حجم التنافر الكبير ، والتي لا تنبيء  بحل قريب ، ومع هذا تظل الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة افضل من انتظار وقوع انفجار ستكون آثاره مدمرة على الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى