كتاب الرائ

عن الأضاحي المستوردة!

بصريح العبارة..

عامر جمعة

في كل عام ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تتردد الاخبار حول استجلاب اعداد كبيرة من الأغنام من خارج بلادنا لغرض توفير ( أضحية ) ولو من الدرجة الثالثة لمحدودي الدخل في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الخراف المحلية التي اصبحت حكرا على الأثرياء رغم  ان العيد هو الفرصة الوحيدة للفقراء للحصول على اللحم الذي هو بحكم اسعاره ظل دائما خارج حساباتهم واصبح بالنسبة لأطفالهم مثل الموز والتفاح خلال ما عرف بفترة الحصار ؛؛؛

مع ذلك فأن هذه الاعداد الواردة من الخارج والتي لاتليق لتكون اضحية على كثرتها ونوعيتها وشكلها فإنها لم تحل المشكلة ولن تحقق امنيات الطبقة ( المسحوقة ) من الليبيين في مجتمعنا الطبقي بامتياز جراء سياسة وقرارات وقوانين جائرة من حكومة غير رشيدة خاصة في موقفها من المتقاعدين الذين لاينتمون للشركات و كانوا مكبلين بقانون ( 15 ) واغلبهم من خبراء التعليم ويا للاسف ؛؛؛

حكومة تصرف الملايين لغير مستحقيقها بقرارات فردية ولذلك فإن الخراف المستوردة لن نشاهدها الا بعد العيد وهي تملأ حظائر ومزارع الاستغلاليين  الذين تستورد من أجلهم لكي يزدادو غنى لأنها ستباع للفنادق والمطاعم والشركات الخاصة ولن تصل للمواطن ؛؛

لوكانت الحكومة جادة في مساعدة الغلابى فإن هذه الاعداد المستوردة ينبغي ان توزع عليهم مباشرة من الجهة  الموردة والتي يجب ان تكون تابعة للدولة لقطع الطريق على المستغلين وان يكون التوزيع على الاسر من خلال الكتيبات  لتصل الى مستحقيها وتكون سببا في تراجع اسعار الاغنام المحلية والحفاظ عليها والحيلولة دون استغلال العيد للمزيد من الثراء على حساب الناس .

الامر في غاية البساطة الا اذا كان للحكومة راي اخر او لها ضلع في السمسرة لانها تضم عددا من الانتهازيين الاثرياء كما هو حال ما يسمى بمجلس نواب الشعب في دولة لم تعرف للعدل طريقا بعد ؛؛

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى