كتاب الرائ

طابت أوقاتكم – تجديد فبراير ..

■ علي شعيب -

طابت أوقاتكم

■ علي شعيب

تجديد فبراير ..

ثمة من يحاول عنوة أن يعقد مقارنة بين فبراير الشيعيّة، وفبراير السنّيّة .. أعني المفاضلة أو التمييز بين فبراير الإيرانية، وبين فبراير الليبية، وتلك بالتأكيد محاولة تشوبها السذاجة .. والسطحية !!
فرغم ما أحاط بكل منهما من ظروف ودوافع فليس هناك وجه للمقارنة بين التحضيرات التي سبقت هبوط الطائرة التي أقلّت الخميني في 11 فبراير 1979 من باريس إلى طهران بعد أسبوعين فقط من عجز الشاه ومخابراته “السافاك” على مقاومة المتمردين على إمبراطوريته، وبين سقوط طرابلس بعد سبعة أشهر من الكر والفر بين الفبرايريين وبين (جحافل) وكتائب سبتمبر التي أريد لها أن تكون بديلا عن الجيش التقليدي النظام !!
كانت فبراير الإيرانية مخطط لها قبل قيامها عبر أشرطة الكاسيت الحاملة لخطب وتوجيهات الخميني سواء بإذاعتها عبر الموجات القصيرة الموجهة إلى شعوب إيران، أو بتهريبها مخترقة حدود إيران مع جيرانها .. ولتستتب الأمور بعد المخاض العسير إلى (آيات الله) لبداية حقبة جديدة ترتكز على (الدين) الإسلامي !!
وبالطبع فان عدم فهم ودراية من وضع الخطط لتعدد طوائف ومذاهب الإسلام ساعدت فبراير الإيرانية على البقاء حتى الآن لأربعة عقود .
أما فبراير الليبية فقد قامت على أيدي مجموعة من الشباب الذين تأسوا بما حدث في البلدين الجارين لليبيا وهما تونس ومصر .. وتحديدا بعد تداول الجملة المحرجة (نزّل راسك يا ليبي خلّينا نشوفوا التّريس) فتحرك الشباب ثأرا لكرامتهم وبعد تواصلهم واتفاقهم عبر شبكة الفيس في داخل البلاد ..
ولم يخش الشبان المتمردون قبضة الكتائب ولا الأمنين الداخلي والخارجي، ولا أعضاء اللجان الثورية .. كما لم ينتبهوا لتربص الفارين خارج البلاد ممتهنو المعارضة، من ردهات وصالونات الفنادق في عواصم أوروبية وأمريكية، وهم (المعارضون) الذين تداعوا على ليبيا غداة سقوط النظام بانشقاق بعض رموزه وهروب بعض جبنائه، تداعي الذباب على القصعة، فقطفوا ثمار تمرد لم تكن لهم فيه تضحيات .. وتكون النتيجة (سرقة) و(لصوص) !!
فأين هم “ثوار” فبراير ؟
وأين هي تضحياتهم ؟
وهل انتفض الشباب في فبراير 2011 لكي يدمّروا وطنا ويحيلوا بلدهم إلى دولة فاشلة ؟ منهوبة الثروات منتهكة السيادة .. متوزعة بين حكومتين ومجلسين ومصرفين مركزيين ؟.
إذا كان الجواب بلا .. فمتى سيتم تجديد فبراير ؟!! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى