الصحيةتحقيقات ولقاءات

رئيس قسم الأمراض السارية بالمستشفى الجامعي طرابلس :

    قسم الأمراض السارية " فخامة الاسم تكفي"

رئيس قسم الأمراض السارية بالمستشفى الجامعي طرابلس :

    قسم الأمراض السارية ” فخامة الاسم تكفي”

     رغم الجهود التي نقدمها يطالنا التهميش ، ومن يصابوا أثناء العمل لهم الله

   القسم يقدم خدمة لأكثر من 13 ألف مريض بسعة إيوائية 24 سرير فقط  !!

   التوعية والتثقيف الصحي حجر أساس للحد من مخاطر انتشار الأمراض فالوصم والتمييز يعود سلبا على نفسية المرضى

   شرط إحضار الشهادة الصحية  لإبرام عقود القران و الحصول على عمل أسهم في كشف إصابات عديدة بمرض الإيدز

  لا يوجد اقبال للعمل بقسم الأمراض السارية من قبل خريجي كليات الطب خوفاَ من انتقال العدوى وهذه وجهة نظر خاطئة

مقدمة

الحديث عن الأمراض السارية طويل ولايمكن اختصاره في أسطر معدودة فهذه الأمراض المتمثلة في الايدز والالتهاب الكبدي وغيرها لايستهان بها فهي تساهم في القضاء على حياة الإنسان وتجعله من إنسان يتمتع بالصحة إلى آخر حاملاً لمرض لايمكن علاجه نهائياً،

فهذا النوع من الأمراض يختلف عن بقية الأمراض وأي خطأ أو إصابة عن طريق وخز الإبر وغيرها تجعل الطبيب المعالج أو عنصر التمريض حاملاً للفيروس ، وهذا ماجعل العناصر الطبية والطبية مساعدة ينفرون من العمل في أقسام الأمراض السارية لعدم منحهم علاوة التمييز المتمثلة في رفع سقف المرتبات والتأمين الصحي كحافز مشجع لهم على أقل تقدير .

وفي هذا الإطار رأينا أن نسلط الضوء على قسم الأمراض السارية بالمستشفى الجامعي طرابلس الطبي لنقل صورة واضحة المعالم للمسؤولين في الدولة الليبية للاهتمام بهذه الشريحة التي حملت أرواحها على أكفها من أجل تقديم خدمة طبية للمرضى الذين يترددون على القسم لإجراء الكشوفات اللازمة والحصول على الأدوية الخاصة بهذه حسب إفادة رئيس القسم الدكتور” نادر شلاكة”، الذي سألناه فأجاب فإليكم نص الحوار :-

شلاكة3 admin

  بداية هل من نبذة مختصرة عن قسم الأمراض السارية وطبيعة عمله ؟

يعتبر إحدى القسمين في المنطقة الغربية يقدمان خدمة في هذا التخصص ويوجد إلى جانب قسم الأمراض السارية بمركز طرابلس المركزي من سرت حتى رأس اجدير ويوجد أقسام أخرى في بنغازي وسبها فقط  وافتتح يوم 1-11 -1999 .

والأمراض السارية يعنى بها كل الأمراض المعدية والمتعارف عليها في هذا المرض وهي” الايدز، التهاب الكبديB-C.

والقسم يوجد فيه إيواء  بسعة 20 سرير م وعد 4 أسرة أطفال ,عيادات خارجية تقدم خدماتها للمرضى بشكل يومي منقسمة مابين حالات “الايدز والايباتايتز”،. وحدة إسعاف خاصة به

– ما مدى إقبال المرضى على القسم من أجل إجراء الكشوفات واستلام العلاج اللازم ؟

خلال السنوات الأخيرة يوجد إقبال واضح من قبل المرضى على القسم لإجراء الكشوفات اللازمة واستلام العلاج وهناك ثقافة عامة أصبحت لدى المرضى بشكل خاص والمواطنين بشكل عام من مخاطر هذا المرضى فالمريض الذي يحضر للقسم ويتلقى اهتمام خاص وخدمة طبية جيدة ينقل صورة واضحة للمرضى الآخرين ، فيزداد الإقبال على القسم من أجل تلقي العلاج وهذا نعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح ، وزيادة نسبة ارتفاع المسجلين هي إلزام إحضار شهادة صحية معتمدة من المختبر المرجعي لإجراء عقد القران أو الحصول على عمل وهذا سبب اكتشاف عدد كبير من المواطنين أنهم مصابين بمرض الايدز ..

– هل العلاج تتحصلون عليه من مخازن المركز أو من مركز مكافحة الأمراض ؟

العلاج نتحصل عليه من مخازن المركز الوطني لمكافحة الأمراض وعندما يكون هناك نقص في العلاج نصبح في موقف محرج مع مرضانا، والحالات المرضية التي نتعامل معها لايمكن شفائها بشكل نهائي و بالعلاج والاهتمام يستطيع المريض العيش فترة أكثر .

– هل سجلتم حالات زواج بين مصابين بالإيدز وأنجبوا أطفالاً أصحاء ؟

بالتأكيد حدث ذلك وقرابة 95% من الأمهات المصابات الذين أنجبوهم لايحملون الفيروس وهذا نعتبره انجاز غير مسبوق ونستطيع تجاوز هذا الرقم طالما هناك وعي بمخاطره و هناك بعض الأمهات لاتعلم بأنها مصابة إلا أثناء الولادة وعندها يكون الوقت متأخر جداً للحصول على نتيجة لإنقاذ الجنين من الإصابة .

– ما مدى قابلية الأطباء للعمل في هذا التخصص من حيث الإصابات ؟

” فخامة الاسم تكفي”، لا يوجد إقبال للعمل في هذا التخصص من خريجي كليات الطب خوفا من الإصابة لأنهم يتعاملون مع مرضى من نوع أخر مختلف .

– ما مدى تعاون الأقسام الأخرى بالمركز مع قسم الأمراض السارية ؟

لايوجد تعاون كبير في بعض الأحيان وعلى سبيل المثال مريض مصاب بالايدز ويحتاج إلى عملية جراحية يغض الطرف عنه بحجة العمليات مشغولة على الرغم من ان إنقاذ حياته عمل إنساني…فالاطباء مع احترامي لهم يحتاجون إلى التوعية وليس المواطنين فقط.

– هل سجلتم حالات إصابة للعاملين بسبب انتقال العدوى ؟

نعم هناك عدد من عناصر التمريض أصيبوا بالدرن ولا يوجد من اهتم بهم لأننا نعاني التهميش من وزارة الصحة و العاملين في أقسام الأمراض المعدية بمختلف المستشفيات الليبية لا تأمين صحي ولا صندوق رعاية اجتماعية والذي يصاب عن طريق الخطاء ”  له الله” ونحن نشتغل من وازع وطني حباً لهذه المهنة الإنسانية ومساهمة منا لتخفيف الألم على المرضى .

– هل المسجلين لديكم بالقسم هل يترددون بشكل دوري أم أنهم أرقام في قوائم فقط ؟

هذا العدد من المرضى يعتبرون منتظمين في الحضور للقسم ويتابعون حالتهم من قبل الأطباء ويستلمون الأدوية الخاصة بهم عن طريق بطاقة صرف العلاج بشكل دوري  فنجن القسم الوحيد الذي يشتغل بنظام الكتروني ويطلع الطبيب المعالج على الحالة من خلال المنظومة وكتابة الوصفات الطبية الكترونية مختومة..

– كيف يصل المريض للقسم عن طريق الإسعاف والطوارئ أم مباشرة للقسم ؟

سؤال وجيه وفي محله فالمريض عندما يحضر للقسم بمجرد دخوله باب المركز لايمر على قسم الإسعاف نهائياً لان على يقين بأنه لايتم قبوله والكشف عليه في الإسعاف فيتوجه تلقائياً لقسم الأمراض السارية الذي تقدم له الخدمة الطبية على الرغم من أن العمل بالمركز مرتبط ببعضه .

– هل لديكم مقترح لإنشاء مستشفى خاص بالأمراض السارية أسوة بالمستشفيات التخصصية الأخرى ؟

نتمنى ذلك ولكن من سينفذ هذا المشروع على أرض الواقع في غياب الدراسات الإستراتيجية بوزارة الصحة لتطوير آلية العمل فيها وإذا كان من الصعب حالياً دعم قسم ومده بالإمكانيات اللازمة فكيف بالله عليك سيتم إنشاء مستشفى خاص بالأمراض السارية فهذا حلم أراه أنا بعيد المنال ولم يتحقق إطلاقاً فالمستشفى يحتاج لأقسام أخرى على سبيل المثال الجراحة المناظير خلع أسنان نساء ولادة وغيرها كلها يجب أن تتوفر في مكان واحد .

– كأطباء في قسم الأمراض السارية ماهو الحافز والرغبة التي جعلتكم تنخرطون للعمل في هذا المجال ؟

خدمة هذه الشريحة من المرضى سبب انخراطنا في دخول هذا المجال الذي يعتبره البعض من الزملاء بأننا نتعامل مع مرضى من نوع أخر مختلف فتخصص الأمراض السارية – الأمراض النفسية – الطب الشرعي تجعل خريجي كلية الطب ينفرون من العمل في هذا التخصص وإذا ابتعدنا كلنا ولم ننخرط في هذا التخصص من سيقدم خدمة طبية للمرضى .

ومع ذلك من وجهة نظري الخاصة فإن هذا التخصص ممتع من الناحية العلمية توجد فيه استفادة كبيرة واكبر مثال على ذلك عند إحضار مريض منهك نفسيا وجسديا من المريض وبمجرد أن تقدم له الخدمة الجيدة والاهتمام يتعافى ويشعر بان الحياة انبعثت فيه من جديد وعلى سبيل المثال هناك مرضى عندما حضروا للقسم منهكين جداً وليس لديهم رغبة للاستمرار في الحياة وحاليا بعد سنوات من المتابعة والاهتمام استطاع القدوم على مشروع الزواج من إنسانة مصابة وبفضل الوعي لمرضه باستخدام الأدوية التخصصية إنجاب أطفال أصحاء وهذا نعتبره إنجاز . .

– هل من علاج نهائي لمرض الالتهاب الكبدي وماهو مصير من لايأخذ العلاج ؟

بالنسبة ( C ) يوجد له علاج نهائي أما ( B ) لايوجد على الرغم من الجهود التي تبذلها الشركات المصنعة لاكتشاف علاج يقضي على هذا المرض و لحد من انتشاره ومصير الذي لا يأخذ العلاج هو التليف في الكبد ومن تم الوفاة ، والسبب في ذلك عدم الوعي بمخاطر هذا المرض والمتمثل في إجراء التحاليل الدورية والتي تجرى بشكل إجباري بسبب الحصول على عمل أو عقد القران ومن العام 2008 ارتفع نسبة المصابين لأن التحاليل الإجبارية اكتشف بها الكثير أنهم مصابين ومن حاملي الفيروس .

– ماهي الجهود التي يقوم بها مكتب مكافحة العدوى بالمركز ؟

هناك جهود تبدل للحد من انتشار العدوى ولكن حسب الإمكانيات المتاحة

– ماهي خططكم المستقبلية لتقديم الأفضل ؟

هي أن يتركونا نشتغل براحتنا فالعمل الذي تقوم به ليس سهلا والمتمثل في تعاملنا مع شريحة مصابة بمرض آخر يختلف عن كل الأمراض وكثرة العراقيل تسبب لنا الإحباط وهذا يعود بالسلب على مرضانا بالدرجة الأولى .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى