كتاب الرائ

دخول أمريكي !

بإختصار

عصام فطيس

منذ اليوم الاول لاعلان الولايات المتحدة الامريكية تعيين ريتشارد نورلاند  سفيراً لها في ليبيا ، قلنا ان هذا الاعلان مؤشر على حدوث تغيير في تعاطيها مع الملف الليبي ، صحيح ان كانت هناك رؤيتان في التعامل مع الازمة الليبية ، واحدة تخص وزارة الخارجية والاخري  اختص بها البيت الابيض  وهو ما انعكس بتخبط ملحوظ خلال ادارة ترامب ، ولكن منذ أن استلم الديمقراطيون دفة الحكم ، بدأنا نلمس تغييراً أمريكياً  ملحوظاً أتبعته إدارة بايدن بالإعلان عن تكليف السفير  ريتشارد نورلاند مبعوثاً خاص لليبيا  وهو ما اعطي زخماً لجهود السلام في ليبيا ، جاء ذلك بعد ان ادركت الولايات المتحدة  أن الخلافات بين دول الاتحاد الاوروبي في التعامل مع الملف الليبي انعكست بالسلب على مجمل الاوضاع في ليبيا والمنطقة ، فعملت على إعلان تواجدها وبقوة مابعد مؤتمر برلين ومباركة الخطوات التي تم التوصل إليها والتى افضت لتشكيل حكومة مؤقتة ( غير اطول حكومة مؤقتة في التاريخ ( حكومة الثني ) التي سيكون اولي مهامها العمل  للوصول  للاستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم ، وفي هذا الصدد أرسلت مساعد وزير الخارجية بالإنابة جوي هود والمبعوث الخاص إلي ليبيا ريتشارد نورلاند للعاصمة طرابلس في  الثامن عشر من مايو الجاري وأجريا لقاءات مع  رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس وزراء الحكومة المؤقتة عبدالحميد دبيبة وبوزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ورئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح ،  وخلال اللقاءات جدد مساعد وزير الخارجية  الامريكي  دعم بلاده للانتخابات المزمع إجراءها في الرابع والعشرين من ديسمبر للعام الجاري .

ولم تكتف الولايات المتحدة بهذه الزيارة فقط لتحريك العملية السياسية فالمبعوث الامريكي الخاص نورلاند يواصل تحركاته المكوكية شرقاً وغرباً وأجري جملة من اللقاءات ( مع من تري بلاده ) انهم مجموعة واسعة من المشاركين لمناقشة المسؤولية التاريخية للدفع بالعملية السياسية ، والسؤال الذي يطرح نفسه على أي اساس تم اختيار هذه المجموعة ؟ هل على اساس أن منهم نواب ؟ ، أم أنهم كليبتوقراط يتمتعون بتواجد على الارض ! أم أنهم ممثلين لاطراف معينة ؟

هذه اللقاءات في مجملها قد تشكل عامل ضغط على مجلس النواب ليخفف  من غلوه و وضعه للعراقيل امام العملية السياسية ، خاصة وأننا نعلم ان الإيفاء بالاستحقاق الانتخابي يتطلب إقرار تعديلات واتخاذ جملة من القرارات نعتقد أنه لن تتحقق دون ضغوط على الاطراف المعرقلة للعملية السياسية ، ولهذا نجد ان السفير الامريكي يصرح بأن وجود رئيس مجلس النواب عقيلة صالح  وقيادته للفترة القادمة ضرورية لتوفير الأساس الدستوري والقانوني لانتخابات 24 ديسمبر، من الاخير ما يقربه حد ، وقصة تغيير رئاسة المجلس أنسوها !

وفي جميع الاحوال فإن  الانخراط الامريكي المباشر والواضح في الملف الليبي  لا يعني أن ان الازمة  في طريقها لحل  شامل  ،فنحن لانزال في البداية والتركة ثقيلة .

لنتابع وننتظر  إلي ما ستؤول إليه الاوضاع بعد الدخول الامريكي المباشر على خط الازمة الليبية ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى