كتاب الرائ

داعش لا يعترف بالجغرافيا

الهادي شليق

داعش لا يعترف بالجغرافيا
■ الهادي شليق

بكل أطيافهم السياسية والدينية وغيرها مهما تعاظمت حالة العداء والاختلاف بينهم لابد لهم يوما من الاجتماع متى أحسوا أن هناك عدوا مشتركا لا يعترف بغير القتل والإرهاب والاغتيالات والتفجير طريقا للوصول إلى أهدافه .. لا يهمه أن تكون ليبراليا أو اسلاميا أو أي طيف آخر .. كلهم أمامه أعداء لابد من سحقهم وفرض سياسة الأمر الواقع التي لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق ولا تتفق مع أبسط حقوق الإنسان . هذا العدو مالم يتحد الليبيون شرطة وعساكرا وسياسيين شرقا وغربا وجنوبا فأنهم سيصبحون على الموت ويمسون على الفجيعة وسيظل شبح الموت يلاحق الجميع بلا استثناء نساء.. أطفالا .. شيوخا .. وستظل خلاياه النائمة والمستيقظة تتربص بكم لتزرع الموت وتقتل الابتسامة وتئد أحلاكم … لن تدخل بناتكم كلية الطب ولا الهندسة ولا التربية وستكون سبايا تساق إلى الأمير وأتباعه متعددي الجنسيات ليلهوا بهن ويمارس معهن جهاد النكاح . أن تكون هناك قوات من الشرق أو الغرب في الجنوب الليبي وتحت اَي مسمى وتتبع اَي طرف خير من أن يكون مرتعا للعصابات أو المعارضة الهاربة من بلادها التي قضت مضجع أهلنا وأرقت منامهم ونكدت عليهم عيشتهم ولعل وجود قوات المنطقة الشرقية هناك سيكون دافعا قويا لقوات المنطقة الغربية للالتحاق بها فالعدو واحد وهدفه واحد لا يعترف بالجغرافيا ولا يعرف التضاريس ويظل لقاء مديريتي الأمن في طرابلس وبنغازي وتوحيد جنودهم الأمنية خطوة في الاتجاه الصحيح ومحل تقدير و محط إعجاب من الليبيين وستكون لها نتائجها الإيجابية على الأرض . وعين الليبيين الآن على محاولات توحيد المؤسسة العسكرية التي قطعت شوطا كبيرا وسيكون وجود عدو واحد لها دافعا كبيرا لتسارع خطواتها نحو وحدة العسكر رغم أنف السياسيين ومشاريعهم المشبوهة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى