كتاب الرائ

توابع اسطنبول !

عصام فطيس

بإختصار

عصام فطيس

توابع اسطنبول !

بعيدًا عن محاور الخلة وطريق المطار والخلاطات وصلاح الدين حيث تزهق الأرواح وتختلط رائحة البارود بالدماء والأجساد الغضة ووسط معاناة آلاف النازحين التى تزداد يوما عن الاخر وسط غياب شبه مطلق للمجلس الرئاسي المنشغل بالمناكفات السياسية وتوقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تفتح أبوابا لجدل ليس وقته ، وإدارة كارثية للازمة الانسانية التي تعصف بالعاصمة عكست غياب استراتيجية واقعية وعملية في التعامل مع المستجدات ، فيما نحن منشغلون بتوابع المذكرة وبالاتفاق الذي وقعه الرئاسي مع تركيا واسبابه ولماذا تم التوقيع عليه في هذا التوقيت بالذات ، ومالذي سنجني من وراءه خاصة في ظل معارضة عدد من دول حوض البحر المتوسط لهذا الاتفاق وعلى راسها مصر واليونان وهو ما سيفتح أبوابا وليس بابا لخلافات وصراعات سياسية واقتصادية مع دول وتكتلات نفطية كبري ورائها دول لها مصالحها ، الاكيد انها ستمارس ضغوطاتها ولعل إشارة الموقع الالكتروني لبوابة الوسط الي اعلان قبرص قبل شهر عن توقيعها لأول صفقة لاستثمار الغاز الطبيعي بقيمة 9.3 مليار دولار مع كونسورسيوم يضم شركات شل ونوبل إنيرجي ومقرها في الولايات المتحدة، و ديليك الإسرائيلية ، يبين حجم الصداع الذي ينتظرنا .

مخطيء من يعتقد ان الامر انتهي ، ومخطئ من يظن ان سياسة الامر الواقع ستحقق له مكاسب آنية او ربما حتي مستقبلية ، الصداع من هنا ستبدا السيناريوهات وستطرح التساؤلاتالاي ستتوزع مابين القانونية والسياسية وفي مقدمتها اذا كان المجلس الرئاسي هو الراعي الرسمي للمذكرة بعد توقيعها فمن ذا الذي سيعتمدها او يقرها خاصة في ظل حالة الانقسام التي نعاني منها على جميع المستويات ، وهل ماتم توقعيه يتماشي مع ما جاء في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات ؟ سؤال اخر اي مجلس للنواب سيناقش المذكرة خاصة اننا ماشاء الله نملك مجلسين احداهما في طبرق والآخر في طرابلس ؟ ولا ننسي مجالس نوابنا في شرم الشيخ وتونس وإسطنبول .

وبعودة للمذكرة التي اعتبرتها اسطنبول انتصارا لها في مواجهة عدوها التاريخي اثينا ، فستضعها في مواجهة مرتقبة مع الاتحاد الأوروبي الذي من المؤكد انه سيصطف مع اليونان خاصة في ظل المناكفات المتواصلة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تملك بلاده هامشًا كبيرًا من المناورة في مواجهة الاتحاد ، الا ان حجم الضغوطات التي ستمارس على ليبيا ستكون اكبر في ظل الاوضاع التي نعيشها ، ولا نعتقد اننا في ظل هذه الظروف مهيئين للدخول في مواجهات سياسية وقانونية مع أي احد . مرة اخري يضع الرئاسي نفسه في التسلل ، كيف كانت حساباته وقراءاته (الله اعلم ) عند توقيع المذكرة التي اصبح أمرا واقعا الا ان هذا لايعني ان المسألة قد انتهت لان توابعها ستبدأ قريبا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى