كتاب الرائ

بين الكورونا والقذائف العشوائية !

عصامً فطيس

بإختصار

بين الكورونا والقذائف العشوائية !
على خلفية التباين في التعاطي مع الازمة الليبية عاد التراشق من جديد بين فرنسا وتركيا بشكل عكس الهوة الكبيرة بين البلدين وفي ظل تمسك كل طرف بمواقفه من الازمة التي شهدت مزيدًا من التدهور رغم وجود هدنة معلنة رعاها الكبار في مؤتمر برلين .

هذا التدهور جاء على خلفية اتهامات اطلقها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لدوريان لتركيا بنقل مرتزقة للمشاركة في الحرب بليبيا ، وهو الامر الذي رد عليه الناطق باسم الخارجية التركية حامي القصوى متهما باريس بالتحريض ضد قوات حكومة الوفاق ، داعيا الحكومة الفرنسية الى الاهتمام بصحة مواطنيها في مواجهة جائحة كورونا .
هذه التصريحات رغم انها تأتي في إطار الحرب الكلامية بين البلدين الا انها تعكس حجم الاستقطاب الكبير والتناقض بين الدولتين العضوين في الحلف الأطلسي وتؤكد ان التنافس بينهما كبير للغاية للظفر بالكعكة الليبية ، وهذا الأمر بدوره يؤشر لعدم وجود بوادر لحل قريب ، او اضعف الإيمان تفعيل ما تم الاتفاق عليه في برلين .
و جاء هذا التراشق الإعلامي في وقت ازدادت فيه وتيرة العمليات العسكرية في المنطقة الوسطي والمنطقة الغربية بين قوات المشير حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ، ملحقة خسائر كبيرة لدي الجانبين وكذلك في صفوف المدنيين نتيجة للقصف العشوائي ، ولا تلوح في الأفق أي بوادر لوقف هذا العنف في ظل تمسك كل طرف بمواقفه .

وفي الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يعول كثيرا على انطلاق عملية (إيريني) التي اطلقها الاتحاد الاوروبي مع مطلع الشهر الجاري لغرض مراقبة ومنع تدفق الأسلحة الى ليبيا ، خرج
علينا الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتصريح قال فيه أن عملية ايريني لا تملك الوسائل الكافية لبدء عملها في فرض المراقبة ، بمعني اخر ان ليبيا ستظل ساحة مفتوحة للأطراف الإقليمية والدولية لإمداد طرفي الصراع بالأسلحة والعتاد بشكل سيطيل امد القتال .
وكمحصلة للمواقف السياسية وفي ظل انشغال العالم بأزمةً كورونا وتوابعها، تتواصل العمليات العسكرية لتدق المسمار الأخير في نعشهدنة بوتين اردوغان ، ومع تواصل الصمت الدولي عما يدور في ليبيا فيما على الليبيين الاستعداد للاسوأ خلال الأيام القادمة ، ومن لم تصيبه الكورونا فالقذائف العشوائية التي تتساقط في سوق الجمعة وعين زارة وقصر بن غشير ستتكفل به .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى