المنوعات

النفع يشفع الهلع!

كلما حانت لي فرصة لحضور بعض الجلسات الشعبية الاجتماعية في المناطق البدوية التي يكون سكانها في الغالب من المزارعين أصحاب المزارع والحظائر لتربية الماشية والإبل والأغنام والماعز وبقية الحيوانات الأخرى والطيور تركز الحديث عن قلقهم من ممارسة مهنة الزراعة خاصة البعلية (القمح والشعير وما في حكمها) من علف الماشية.

وكذلك حرفة الرعي ويعللون ذلك بالمردود الضعيف الذي لايناسب ما يقدمونه من جهد حيث يشتكون من غلاء الأعلاف والأدوية البيطرية مع انتشار الأمراض وارتفاع أسعار الوقود وقطع غيار الجرارات والمضخات حيث لا يغطي المحصول ما يدفع من أجله ثمناً للحبوب والأسمدة واستئجار الآلات.

هم يقولون كذلك أنهم يدفعون أجوراً عالية لرعاية لأغنام الذين لاغنى عنهم بحكم أنشغال أصحاب الأغنام بالحرف الأخرى وبالأعمال وانشغال أسرهم بالدراسة ورعاية الأسرة وما إليها مع ملاحظة التحول الذي طرأ على أعمال النساء اللات لم عدن ربات للبيوت وإنما ارتبطن بالوظائف الحكومية وسواها.

قد يكون الأمر مقبولاً والأعذار منطقية، لكن لابد من الإشارة إلى أن الخروف الذي كان ثمنه مائتي دينار أصبح الآن يزيد الألف وهكذا هي نسبة الزيادة في أسعار بقية الحيوانات الأخرى مثل الأبقار والإبل والماعز وهذا يعني أن المردود في ازدياد وإن زاد العناء.

ولولا هذا الازدياد لما رأينا مزارعاً ولا مربياً للحيوانات، بل إن المزارعين والمربين هم الآن ضمن الطبقة الأكثر غناء في المجتمع ربما ضمنهم من أصابه – الهلع – لكننا مع ذلك نشد على أيديهم لأنهم يساهمون بفعالية في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي وما يقدمونه من نفع يشفع الهلع!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى