المنوعات

الكتاب .. والكباب ..!!

 بالمناسبة

الكتاب .. والكباب ..!!

تحتفل البشرية قاطبة اليوم الثلاثاء الموافق 23 ابريل ، باليوم العالمى للكتاب وحقوق المؤلف ، وما اكثر شجون الكتاب وهموم المؤلفين فى بلداننا العربية ، التى تحتفل مع كل شعوب الكرة الارضية ، بهذا اليوم الذى يحمل تاريخه دلالة رمزية خاصة  في عالم الأدب العالمي، ففي هذا التاريخ من عام 1616، توفي كل من ميغيل دي سرفانتس ووليم شكسبير والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. كما يصادف يوم 23 أبريل ذكرى ولادة أو وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل موريس درويون، وهالدور ك. لاكسنس، وفلاديمير نابوكوف، وجوزيب بْلا، ومانويل ميخيا فاييخو .. .

ولهذا كان اختيار مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختياراً طبيعياً فقد أرادت فيه اليونسكو التعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.
وفي هذا الصدد، أنشأت اليونسكو اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف وجائزة اليونسكو في الأدب للأطفال والشباب خدمة للتسامح. كما دأبت على إختيار عاصمة عالمية للكتاب كل عام

تلتزم برسالة وقدرة الكتب على تعزيز الإبداع والارتقاء بالحوار بين الناس كافة رجالا ونساء على اختلاف مشارهم وثقافاتهم..

 وبمناسبة هذا اليوم ، وبالرجوع إلى علاقتنا نحن العرب مع الكتاب والثقافة عموما نجد اننا نعانى

من ضعف فادح في الثقافة العامة ، بسبب بعدنا عن الكتب والقرآة ، الذى  انعكس وتجلى فى طرائق حديثنا وتفكيرنا التى تنطق بضحالة وسطحية مخزوننا الثقافى ، الذى يمكن ان يصل إلى  مادون المستوى الأمى ، وإن كان من الأميين من يحسن الحوار ، وله رصيد من ما يدور حوله من ثقافة منقولة بالسمع او بالمشاهدة  ..  حيث تعودنا أن نسمع من الكثيرين عندما تسألهم مثلا عن موضوع ما  ،   لايردد إلاعبارة (هكى وخلاص ) و( مية مية) و ( هاكا هو ) ..!! هذه هى ثقافة أمة تغرد ومنذ قرون خارج دائرة الزمان والمكان والكتاب الذى صارت اوراقه فى كثير من الاحيان تستعمل للف شطائر المفروم والكباب..!!  بعد ان حسبنا ان شهائد التخرج التعليمية ، هى غاية الارب ومنتهى التثقف والادب ، فبعد الحصول على المؤهل العلمى  تنقطع صلتنا بالكتب وبالقرآة بالكامل  التى هى فى الاصل  ضعيفة جدا،خصوصا إذا عرفنا ان

متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنوياً، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر، تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر

هذا المعدل الذى يعتبر منخفضاً ومتراجعاً عن السنوات الماضية، ففي عام 2003، وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة .. وبحساب آخر والنتيجة تبقى واحدة ، يشير تقرير

التنمية البشرية عام 2011، الصادر عن “مؤسسة الفكر العربي إلى أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً، وهذا يوضح لنا مدى الكارثة والاميةالثقافية والعلمية التي يعيشها المواطن العربي، مقارنة بمواطنين في الدول الأوروبية، كما يؤكد وجود هوة ثقافية شاسعة بين ثقافة المواطن العربي وثقافة المواطن الأوروبي ..

ومن الملاحظ أن هناك اختلافات في الأرقام الخاصة بمعدل القراءة في الوطن العربي، ويعود ذلك إلى الأدوات المستخدمة في البحث والتحليل، لكن أغلبها تصل إلى نفس النتيجة، وهو إثبات وجود فرق شاسع بين ما يقرؤه المواطن العربي ونظيره في الدول الأوروبية، سواء كانت النتيجة بالدقيقة أو بالصفحة أو بالكتاب، فكلها تؤدي إلى إثبات هذه الفجوة الواسعة بين الثقافة العربية والأوروبية.

وفي دراسة أجرتها شركة سينوفات المتعددة الجنسيات لأبحاث السوق، عام 2008، جاء أن المصريين والمغاربة يقضون أربعين دقيقة يومياً في قراءة الصحف والمجلات، مقابل 35 دقيقة في تونس، و34 دقيقة في السعودية، و31 دقيقة في لبنان، وهنا نلاحظ تفوقاً نوعاً ما في مجال قراءة الصحف

وبحسب “تقرير التنمية الثقافية” الذي أصدرته منظمة اليونسكو فإن عدد كتب الثقافة العامة التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا يتجاوز الـ5000 عنوان. أما في أمريكا، على سبيل المثال، فيصدر سنوياً نحو 300 ألف كتاب.

وإذا انتقلنا إلى عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب عربي نجد اتساع الهوة، فالكتاب العربي لا يطبع منه إلا ألف أو ألفان، وفي حالات نادرة تصل إلى 5 آلاف، بينما تتجاوز النسخ المطبوعة لكل كتاب في الغرب 50 ألف نسخة، وقد يصل إلى أكثر من هذا العدد .. أما فى مجال ترجمة الكتب ، وهى من مؤشرات إنتشار الوعى الثقافى

فتصل نسبة ترجمة الكتب في الوطن العربي إلى 20% من الكتب التي يتم ترجمتها في اليونان مثلاً.

وفي النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون مواطن، على مدى خمس سنوات، هو 4.4 كتب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة)، في حين أنه في هنغاريا كان الرقم 519 كتاباً لكل مليون، وفي إسبانيا 920 كتاباً لكل مليون .. واقع ثقافى ليس بالطارئ والحديث فيه ليس بالجديد ، فما السبب ياترى وماالحل ؟ الواقع أنه

هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة والامية الثقافية في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة .. هذه عموما بعض من الأسباب الرئيسية والواضحة، لكن هناك أيضاً أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الوطن العربي، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقضي المواطن العربي وقتاً أطول على هذه المواقع بدلاً من قراءة الكتب، إلى جانب منافسة القنوات الفضائية لأوقات القراءة، فالمواطن العربي يقضي ساعات أطول على هذه القنوات مقارنة بالساعات التي يقضيها في القراءة ..

وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية ووزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب، واتباع البرامج التعليمية التي من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، أيضاً البرامج التربوية والأسرية التي تشجع الأطفال على القراءة في المنازل، إلى جانب البرامج والمسابقات الخاصة بالشباب لتشجيعهم على القراءة، وذلك للتغلب على هذا الوضع الثقافى  الذى يهدد الوطن العربي ثقافياً وحضارياً وعلميا .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى