كتاب الرائ

العنف اللفظي لدى الأطفال

محمود الطوير

يعد العنف اللفظي لدى الأطفال من المواضيع الشائكة في مجتمعنا ، حيث ان متخصيين في علم النفس الاجتماعي يرون في تفسيرهم ان السبب الرئيسي للعنف اللفظي هو سوء تربية ، و غالباً ما تؤدي الى العنف الجسدي، و يرجع هذا العنف لتبادل الابتزاز و الكلمات والحركات المستفزة و العبارات المفتقرة الى الحياء، أهم أعراض العنف اللفظي الذي أصبح ظاهرة متفشية بشكل واضح في أوساط الأطفال و كثيرا ما يعترض العنف سبيل الاتصال اللفظي، حيث يغيب الحوار لتحل محله قذائف كلامية تجهض أساليب التعامل السوي مع الآخرين، فالواقع المعيش يكشف للأسف أن الكلمات النابية التي تخدش الحياء وسب لفظ الجلالة عز وجل، حيث تبداء من الطفل الحدث بعدة عوامل اهمها الأسرة ومنها و المدرسة الى الشارع، ليبقى السؤال المطروح: لماذا يقف العنف اللفظي عقبة في طريق الاتصال؟ فإن الخلل عميق في التنشئة، وهو لا يعد ظاهرة جديدة ولكنه اتخذ مؤخرا أبعادا خطيرة، ما يدفع إلى التساؤل: هل هو ناتج عن الحراك الاجتماعي أو تغير مكانة كل الطفل الذكر أو الأنثى ؟ ومن دوافع هذه الظاهرة التي تؤثر على الحياة النفسية الشتم والسب والازدراء الممارس من قبل الوالدين، مما يحفز العدوانية لدى الطفل، إضافة الى عوامل تعود الى شخصية الطفل كالشعور المتزايد بالإحباط، فضلا عن ذلك ترتبط الظاهرة ببعض المتغيرات الأسرية كالتفكك الأسري، التمييز بين الأبناء وأساليب التنشئة غير السوية مثل التسلط أو التدليل الزائد ، الى جانب الوضع الاقتصادي والسكني، و نقص الوعي الاجتماعي، و صراع الأجيال وبرامج العنف التي تروج لها وسائل الإعلام. رأينا بأن علاج ظاهرة العنف اللفظي عند الأطفال يبداء من التنشئة داخل البيت وتكوينه داخل بيئة أسرية سليمة وتربيته وتعليمه بأحسن الطرق الفعالة وفتح المجال له بالتوعية والإدراك و سماعه وإيجاد الحلول الصحيحة لكل مشاكله و بدعم ممارسة الهوايات المختلفة، والتي تساعده على تفريغ طاقته السلبية، وعلى رأسها الرياضة لشغل الطفل بما ينفعه، وكذلك تنمية مواهبه، وخصوصاً الحركية والمفيدة والايدتهدر طاقة الطفل في العنف و الثبات على الموقف نفسه بإبداء ردة الفعل نفسها عند إظهار الطفل لعدوانيته، إلى أن يفهم أنه في كل مرة سيعيد فيها تصرفه سيواجه العقاب نفسه، إلى أن يحجم عن أفعاله، ويتدارك عواقب أخطائه، وتشجيع الطفل ، وتنمية السلوك الإيجابي والمكافأة عليه، ومراقبة سلوكه وتتبع اصدقائه ،وتعليم السلوك المناقض للعدوانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى