كتاب الرائ

مجرد مقارنة

عامر جمعة

بصريح العبارة

 منذ مدة ماضية أخبرني زميل مفتش في مادة الرياضيات من الرعيل الأول من خريجي المعاهد الخاصة أنهم أجروا امتحانا لبعض المعلمين الراغبين في التحول إلى التفتيش ، بعد النتائج احتجت مدرسة على النتيجة لأنها لم تجتاز الاامتحان وكان ذلك عن طريق والدها الذي أحضر شهادتها التي تخرجت بها منذ سنوات ” ليسانس ” في نفس التخصص وأرغد وأزبد في حق اللجنة لأن ابنته كيف لا تنجح وهي تحمل هذا المؤهل العالي ؟

زميلي الذي يعد واحدا من أبرز خبراء المادة في بلادنا والذي أحيل حاليا على التقاعد أحضر ورقة الإجابة للأب وقال له نحن لم نجر الامتحان للشهادة التي أحضرتها وإنما للمدرسة المعنية ، وهذه إجاباتها ولم تؤهلها للنجاح !

ولأن المنطق والحجة قد فرضا في الخلاف بين الطرفين فما كان من الأب إلا أن غادر صامتا وإن لم يعتذر !!

الخلاصة ياسادة الشهادات العليا ليست مقياسا فما أكثر الذين تحصلوا عليها ويحملونها لكن كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا ، أما كيف تم ذلك فهذا قضية شائكة لها علاقة بالفساد الذي طال حتى التعليم عبر سنوات وقد طال كل المجالات الأخرى ..

إن الرعيل الأول ربما لم يتحصل على شهادات عليا لكنه متمكن لأنه دخل المجال برغبة واجتهد لأنه آمن بأنه يحمل أمانة ورسالة ، ولم يسع للمؤهل من أجل المال ولو بظلم العباد والبلاد !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى