كتاب الرائ

العناد – الأنانية – المراقبة – ثالوث التخلف الرهيب !

الصغير بلقاسم

 

وقفة

العناد – الأنانية – المراقبة – ثالوث التخلف الرهيب !

الصغير بلقاسم

سلوكيات خاطئة تمارس من البعض في مجتمعنا تدل على تخلف الممارس لها وهي عديدة ولكننا سنفرد الحديث للأهم منها وهي العناد والأنانية والمراقبة أي “تقييد الأحوال والتقصقيص والقرمة وهي متداخلة وتقترب من بعضها وهل العناد إلا أنانية ؟!

فالعناد كأنه صفة وميزة وجدت لأجل أن تلتصق بنا ونمارسها بكل نهم ورغبة رغم  اعترافنا بأخطائنا وأن عنادنا نمارسه ونحن نعلم خطأه الفادح ومردوده السيئ فمثلاً اثنان التقيا بسيارتيهما وجهاً لوجه في طريق لا تسع إلا سيارة تسير في الاتجاه المعاكس للسيارة الأخرى يقسمان بالله  ألا يتزحزح أحدهما قيد نملة إلى الخلف ليفسح الطريق للآخر .. فماذا يحدث وينتج عن هذا العناد وعن هذا التخلف البغيض ؟!

فالذين يمارسون العناد يعتقدون أنهم الأصح وأن الله لم يهد سواهم من البشر ! هذا مثال وما أكثر صور العناد ” وتسكير الرأس ” ولكن فيه خسارة وقت وضياع مال وربما عراك وقتال وقتل بسبب أمور أقل ما يقال عنها أنها تافهة ولا تستأهل هذا العناد والخسارة والنتائج السيئة والمروعة أما الأنانية التي هي محبة النفس وتفضيلها على الآخرين ولو على حساب حقوقهم وحاجايتهم تبدأ من رمي القمامة أمام بيوت  الآخرين وربما رميها من الأدوار العليا دون النظر إلى مردود تلك الأفعال على من تقع وأين تقع إنه التخلف في أحلى صورة من الأنانية سحب أكثر قيمة من المال للأهل والمعارف على حساب الذين لايعرفون أحداً ومثل تجاوز الطابور ومحاولة التقدم فيه سواء في المصارف أو محطات الوقود أوالخبز وغير ذلك حتى في المساجد يجلسون على الكراسي وهم أصحاء والكراسي جُلعلت للمرضى كما يحجزون الأمكنة لأصحابهم بوضع المفاتيح أو حاملات الكتب أو فتح أو إغلاق التكييف !

والسير عكس الطريق وياويل من يعترض أو يبدي استغرابه ورفضه لتلك الممارسات الخاطئة ولو كان بلا كلام أو بتعابير الوجه !.

وأين أحببى لاخيك كما تحب لنفسك من هذا الذي يحدث ؟! أما تتبع عورات الناس فتلك مصيبة عمت أغلب الناس فتجدهم زرافات ووحداناً يسيرون وراء غيرهم لمعرفة أخبارهم بل يتدخلون في شؤون الغير الداخلية هذا ماذا يفعل ؟ والآخر أين يذهب وغيره من أين له هذه السيارة وشراء الحاجيات ؟!

من راقب الناس مات غماً (ويا ناس حبو الناس الله موصي بالحب) وعلى الناس ترك غيرهم في حاله وعدم تتبعه ومحاولة معرفة أسراره “بالتقصقيص” وعدم وضعه على “القرمة ” أولا يعلم هؤلاء المتتبعون خطرو إثم التحدث على الآخرين في أحبوا أو كرهوا والتحدث في أعراض وشؤون غيرهم ومع نسيان أحوالهم والشأن الذي يهمهم ويصلح حالهم وبالهم وترك مالا لا يعنيه بل يضرهم .. عليك نفسك فتش عن معيبها وخل من عثرات الناس للناس

قال الإمام الشافعي :

إذا أردت أن تحيا سليماً من الردي . وذنبك مغفور وعرضك صين لسانك لأتذكر عورة أمرء .. فكلك عوارت وللناس ألسن وعينك إن أبدت لك معايب .. فدعها وقل لها ياعين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى