كتاب الرائ

الرحيل المر .

عصام فطيس

بإختصار

لم يكن مصير غسان بكً سلامة افضل من سابقيه ليون وكوبلر  ، وبتغريدة على موقع تويتر وضع ممثل الأمين العام المقيم لدي ليبيا   حدا لمهمته في ليبيا مشيرا الى انه تقدم باستقالته للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش  على قاعدة بيدي لا بيدك يا غوتيرش ! متحججا بوضعه الصحي  والإجهاد اللذان لم يعد يسمحا له بالخوض في الأزمة الليبية ، ( مع انه من يومين كان زي الجمل يهدر ) و بهذه الاستقالة تواصل  الأزمة الليبية ابتلاع ممثلي الأمين العام للامم المتحدة وهو ما يعني  عودة إلى المربع الأول ، وكأنك يا بوزيد ما غزيت .

هذه الاستقالة المفاجئة جاءت بعد تعثر لقاءات  المسار السياسي للازمة الليبية والتي اقرت في مؤتمر برلين و انطلقت في مدينة جنيف وشهدت مقاطعة من نواب شرقًا وغربًا إضافة لمقاطعة مجلس الدولة وهو ماجعل سلامة يصر على الاستمرار بمن حضر ، وهذا الأمر  أدي  إلي  غياب الثقة بينه وبين أطراف الأزمة  وتعميق الهوة بينه وبين أعضاء مجلس الأمن . 123

وفي تقديرنا ان الخطوة التي اقدم عليها سلامة جاءت بناء على ضغوط من الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي التي ادركت ان سلامة لا زال يراوح في مكانه ولم ينجح الا  احيانا قليلة  في تنفيذ  ما تم الاتفاق عليه ، وهو ما هدد مهمة الأمم  المتحدة في ليبيا ، وهو  ما أدركه سلامة الذي كان يمني النفس بمواصلة عمله الى حين التوصل الى نتائج ملموسة على ارض الواقع .

سلامة اليوم اصبح اثرا بعد عين ، وصفحته ستطوي بقدها وقديدها ، وفي انتظار ان يتوافق الكبار على الممثل القادم للامين العام في ليبيا ، ستطرح العديد من التساؤلات حول مصير التوافقات التي تم التوصل إليها خلال المدة الماضية ولعل أهمها توافقات برلين ولجنة 5+5 والمسار الاقتصادي والسياسي الذي ولد ميتا ، هل ستلجأ الأمم المتحدة  إلى مواصلة العمل من حيث توقف سلامة ؟ ام ان لممثلها القادم كلام آخر ؟

احد المقربين من البعثة ذكر لي ان ستيفاني ويليامز ستضطلع بدور محوري خلال الأيام القادمة ملمحا إلى أن لها يد في استقالة سلامة ، وان رؤيتها في التعاطي مع الملف الليبي مغايرة لرؤيته وهو ما تجلي  في تحركاتها وتنقلاتها المكوكية في مختلف المدن الليبية .

وفي انتظار تبلور رؤية جديدة للأمم المتحدة في التعاطي مع الملف الليبي بعد اعلان سلامة استقالته المسببة سواء بتكليف ممثل جديد أو  تكليف ستيفاني ، علينا ان ندرك أن الوضع منفتح على جميع الاحتمالات ، وسيواصل المواطن الليبي البسيط دفع ثمن الرحيل المر لسلامة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى