كتاب الرائ

أكذوبة المنظمات الإنسانية !

نجاح مصدق

بكل الالوان

مقولة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس أن توقد شمعة خير من ان تلعن الظلام..تمثلنا نحن اليبيين

وجود خيار افرزته المعطيات ووجهته الظروف الزمنية والمكانية جعل هذه الحتمية خيار جبري مقابل الاستسلام كفعل مقاومة يرفض الركون للظل واليأس وليكن تأقلم حتى المهم اننا نصر على ان نرى الطريق لا ان نظل في العتمة حين نقاوم العوز والخوف وفقد الأمان والتشظي والحرمان من الاستقرار والفرقة والحرب البائسة واقتتال الاخوة ونفاذ السيولة وشح اسطوانات الغاز الملأة  وتوقف الدراسة بين الحين والأخر والنزوح والتهجير من منطقة لأخرى داخل العاصمة وانتظار نتائج ذاك المؤتمر وما يفرزه ذلك اللقاء من السادة خارج جغرافية حدودنا ابينا ام لم نأب حين نقاوم كل ذلك يعزز داخلنا كم نملك من القدرة الخارقة نحن شعوب العالم الثالث والربيع العربي كما يسمي لنجاري حظنا السيئ وان نصطف بكل بؤس امام البنوك وعلى عتبات المحطات للحصول على بنزين او غاز او ان نهرب هنا وهناك بأطفالنا خوفا من سقوط القذائف وهول الصواريخ ورعبها هذا الفعل المقاوم هو شمعة نوقدها في ليل الظلام لنجاري الواقع بكل سوئه فعل يؤكد قدرتنا اللامحدودة على التأقلم مع العطب مما يجعلنا  ندعمه ونكافأ انفسنا عليه ونصفق داخلنا لهذه القدرة ولكن ان تتحول كل محاولاتنا للمقاومة الى مادة خصبة او مشروع عمل لجهات اخرى تكبر وتقتات وتنفخ ريشها على حساب عطبنا ومحاولاتنا وكأنها احالت واقعنا الى جنة على الارض محتملة هذا مالا يجب ان نتأقلم معه ونرضاه هذا مالا يجب ان يكون خيارا مسلما به رغم كل الظروف

إن ماتقوم به المنظمات الإنسانية والبعثات الأممية  تحت شعاراتها الرنانة والقوية والبرامج الإنمائية والحملات التوعوية الإنسانية فعل لابد من رفضه لا قبوله هذه المنظمات التي تعيش على بؤسنا وعوزنا التي لا يحق أن نصفها بالإنسانية طالما جعلت من حاجاتنا ومآسينا وأزماتنا مشاريع وبرامج لحملاتها امام العالم ورضت بان يكون وجعنا رأس مالها واقتات عليه واستغلته ان استغلال حتى بات أساسها الذي أوجدها وإلا فلن يكون لمشروعيتها معنى هذا ما يجب ان يقاوم وبقوة

اطفالنا ليسوا بحاجة الى حقائب عليها شعارات البعثة او اليونسيف ونازحونا ليسوا بحاجة ان يكونوا رقما مضافا الى اجندة ارقام شعوب البؤس والحرب وان تقدم تقاريرهم على حسابنا لسنا بحاجة لهذا النوع من الدعم المبطن بالاستخفاف الذي لايعدو صف وإحصاء وكم رقم لسنا بحاجة لكل هذا الهراء لسنا بحاجة لتقارير البعثات والمنظمات هم من وجودهم مرهون باستمرار فرقتنا ونكباتنا نحن نستحق العيش بكرامة وسنشعل الف شمعة على ان نستمر في ظلام الاستغلال والمتاجرة بمآسينا وآلامنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى