كتاب الرائ

أفريقيا والصحة العالمية


بالأمس في 25 مايو يوم افريقيا ، وغدًا أجتماع جمعية الصحة العالمية تحت شعار ( الجميع من أجل الصحة والصحة من أجل أ لجميع )، في دورته السابعة والسبعين ، والعالم لازال يعاني من جائحة الكورونا ومتحورات الكوفيد ويترقب إحتمالية وباء أو مرض معدي آخر ، لا أحد يستطيع التنباء به ، ولكن تجربة الكورونا كانت قاسية ولا زالت مستمرة تبعاتها الصحية والاقتصادية ، والقارة الافريقية التي تضم 54 دولة منها 11 دولة عربية أي نصف الدول العربية ، وبإجمالي مليار ونصف نسمة عدد السكان للقارة السمراء ، وتتحمل أعلى عبء مرضي وأكثر أمراض معدية من الأيدز للايبولا والزيكا والملاريا والكوليرا للكورونا وغيرها ، ومع ان العالم أخص القارة بالتعليم هذا العام ، إلا إنها تعاني من القصور في التعليم بشكل عام والتعليم والتدريب الطبي بشكل خاص ، لعدم كفاية كليات الطب وعدم الاستخدام الأمثل للكليات البسيطة القائمة ، للنقص في التمويل ونقص أعضاء التدريس والمدربين ، وضعف البنية التحتية مع سوء التوزيع ، رغم النقص الحاد في كليات الطب فقط 11% من كليات الطب في العالم موجودة في إفريقيا وامريكا وحدها بها 8% من كليات الطب في ألعالم ، و 18 بلد أفريقي بها كلية طب واحدة فقط لكل منها ، ولهذا تعاني القارة من النقص الحاد في القوى العاملة الصحية ، حيث يتوفر بها 3.6 مليون عامل صحي في 47 دولة افريقية 37% منهم تمريض وقبالة و 9% فقط أطباء أي ما يعادل 3% من أطباء العالم ،
إن حجم العاملين الصحيين في أفريقيا 1.55 لكل 1000 نسمة وهذه نسبة متدنية جدا ، احدى الدول الأفريقية بها 0.023 طبيب لكل 1000 نسمة مع ان بعض الدول الأوربية تتراوح النسبة بين 6 إلى 7 أطباء لكل 1000 نسمة بحد أدنى ، وتعاني القوى العاملة الصحية في إفريقيا من أنخفاض في الانتاجية لتدني التعليم والتدريب الطبي وضعف القيادة والحوكمة وضعف إدارة الموارد البشرية وعدم القدرة على الاحتفاظ بالعاملين الصحيين ، ومتوقع زيادة النقص في القوى العاملة الصحية بأفريقيا الى 6.5 مليون بحلول 2030 ،
ولايمكن أن تعمل النظم الصحية الا بأعداد كافية ومؤهلة تأهيلًا عاليا وموزعين بشكل عادل ومنصف ، ولهذا يرتفع بالقارة السمراء عبء المرض وتتفاقم التحديات والتهديدات الصحية ، وماذا لو تعرض العالم لموجات أخرى من جوائح أو أمراض معدية والعالم كله يعاني من نقص في القوى العاملة الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية المضمونة والموثوقة ، وللأسف افريقيا تعاني من أنتشار الأدوية المغشوشة والمزورة والأدوية الاقل جودة والأقل فعالية ، والمهم ان مركز التحكم في الامراض الافريقي بداء يتطور معتمدًا على الرقمنة وتجميع البيانات والمعلومات الصحيحة وتطور القدرات في تحليل البيانات ويحتاج لدعم أكثر من جميع الدول ، والتعاون مع كل مراكز السيطرة على الأمراض بالدول القطرية والمراكز العالمية ، ويا حبداء لو الدول العربية مجتمعة لديها مركز عربي للسيطرة على الأمراض ومركز عربي للبحوث والدراسات الصحية كان سيكون لهما الأثر الايجابي الكبير في درء المخاطر الصحية ، ولهذا نرجوا من العالم المجتمع بجنيف هذه الأيام أن يتخدوا قرارت ملزمة لدعم صحي حقيقي لدول العالم منخفضة ومتوسطة الدخل ، ودعم مراكز السيطرة على الامراض لوجستيًا وتدريب الكوادر البشرية محليًا واقليميا ، ومساعدة النظم الصحية بتنفيذ مشاريع اصلاح صحي قوي والتحول الرقمي لتسهيل تبادل المعلومات والبيانات الصحية الصحيحة لمجابهة اي تهديدات صحية محتملة ، مع ضرورة مراجعة الدروس المتعلقة بجائحة الكورونا وتعميم الفائدة من النجاحات التي تحققت في مكافحة الكوفيد 19 ومتحوراتها ، وبرامج التحصين والتمنيع والتعامل مع اللقاحات وايجابياتها وسلبياتها في التصنيع وعدالة التوزيع واليات تنفيذ برامج التطعيم ، وتجنب الإخفاقات التي حدتث ، وان القارة الافريقية والدول العربية يتمتعون بديموغرافيا شابة ومتحمسة للتعليم والتطور واذا ما تم الاهتمام بالتعليم والتدريب الطبي والصحي سوف تضيق الفجوة في نقص القوى العاملة الصحية وتتحسن الرعاية الصحية بدولهم وتنخفض أعباء المرض وبالإمكان ان تتحقق التغطية الصحية الشاملة ان توحد العالم في النهوض بالنظام الصحي بالدول الفقيرة ومنخفضة ومتوسطة الدخل وعزز نقل المعرفة والتكنولوجيا الطبية الحديثة لها ..
آن التغيرات المناخية والظروف الاقتصادية والصراعات والنزاعات والأوبئة تحديات كبيرة تواجهها النظم الصحية..
د.علي المبروك ابوقرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى