تحقيقات ولقاءات

يوسف جلالة وزير الدولة المفوض لشؤون النازحين والمهجرين :

الوزارة بلا ميزانية ودون كادر وظيفي !

يوسف جلالة وزير الدولة المفوض لشؤون النازحين والمهجرين :
الوزارة بلا ميزانية ودون كادر وظيفي !
شهدت السنوات الأخيرة من سنة 2011 وحتى الآن نزاعات وتصادمات واشتباكات في كثير من مناطق ليبيا دفعت المواطنين إلى الخروج من منازلهم ومدنهم وقراهم إلى مناطق وبلدان أخرى بحثاً عن الأمان والسلام عانى فيها المهجرون والنازحون ظروفاً صعبة نذكر منها التجربة المريرة التى مر بها سكان تاورغاء والعوينية وككلة ناهيك عمن غادروا إلى مصر وتونس ليحظوا بالسلام والأمن وأفتحت دول الجوار لهم حدودها للإقامة حتى يعودوا للوطن .
حول النازحين والمهجرين وماذا تقدم الوزارة لهذه الفئة المتضررة وكيف يمكن حل مشكلة الليبيين بالخارج والداخل كان لنا هذا اللقاء مع د. يوسف جلالة وزير الدولة المفوض لشؤون النازحين والمهجرين :

التقته: سالم المدني

52599109 252159502336219 8318947294065983488 n admin
دكتور يوسف . ماهو تعريفكم للنازح ومن هو المهجر ؟
أولاً شكراً لصحيفتكم التي تهتم بهذه الشريحة التي طالها الجور والتهجير من مدنها وقراها وبلادها
كلفنا بحقيبة تسمى وزارة الدولة لشؤون النازحين والمهجرين فالنازحون هم الذين أجبرتهم الظروف السيئة من اشتباكات وفقدان الأمن والأمان في مناطقهم وأماكن سكناهم و للخروج من بيوتهم إلى مدن أخرى أكثر سلماً وأمناً إلى أن تتهيأ الظروف لعودتهم . أما المهجرون فهم الذين هاجرواخوفاً على أراوحهم وعائلاتهم وأموالهم من انتشار السلاح ففروا إلى دول الجوار وغيرها
هل رصدتم أعداد المهجرين بالخارج والنازحين بالداخل؟
النزوح والتهجير حصل منذ 2011 وكانت الأعداد كبيرة بل إن مدناً بالكامل هجرت قسراً (مثل مدينة تاورغاء « المهجرون بالخارج عدد كبير منهم في مصر وعدد آخر في تونس باعتبارهما المجاورتين والأقرب لليبيا .. النزوح حصل في العوينية والقواليش و»تاورغاء الملف الشائك المزعج» وكما حصل في الجنوب في أوباري ..
ويتوافد المهجرون على طرابلس , والزاوية , الخمس, ترهونة, بنى وليد, مصراتة والجنوب عندما كان مستقراً إلى حد ما كان النزوح للشاطيء عندما فقد الأمن كانت الهجرة عكسية إلى الشمال
استغل هذا الملف من بعض الدول ورفع الأرقام حيث كنا في البداية نسمع أن هناك الملايين في مصر وتونس ولكنها أرقام مبالغ فيها الآن في مصر حوالي (500) ألف مواطن وفي تونس حوالي (300) عائلة حيث شهدت السنوات الأخيرة عودة كبيرة للمهجرين إلى الوطن وفرق كبير بين 2011, و2017
تقصد منذ إعلان قانون العفو العام سنة 2014 ؟
نعم قانون العفو العام كان له أثر إيجابي كبير حيث توافد على المنطقة الشرقية أعداد كبيرة قوبلوا بالترحيب والاحتفاء لأن الليبيين كلهم إخوة وأقرباء وأصهار فلماذا هذا الاختلاف ?
لا بد أن أنوه إلى أن حكومة الوفاق أيضاً مكنت الكثير من المهجرين للعودة لأعمالهم والحصول على مرتباتهم واستعانت بهم كخبرات في الحكومة .
الوطن للجميع وبالجميع ويسع الجميع فمن أخطأ نقابله بالعفو ومن ظلم لابد من أن نستردله حقه دون إجحاف ومن أجرم في حق غيره فالقضاء يفصل في كل خلاف .. فلماذا استمرار هذا الملف? .
لماذا برأيك هناك من يصر على البقاء في الخارج ولايعود للوطن ? ومتى نقفل هذا الملف ؟
هذا ما نسعى إليه وإن شاء الله سيقفل هذا الملف قريباً فالبلاد مفتوحة للجميع ومن أراد أن ينفي نفسه في الخارج فليبق ولكن ليس كمهجر .
ونحن من خلال الوزارة نحل مشاكل المهجرين بالإفراج عن المرتبات الموقوفة وقمنا بمخاطبة جهات أعمالهم وهناك استجابة كبيرة ومنهم من يطالب بمرتباته السابقة وهذا يحتاج إلى معالجة مع رئاسة الوزراء والمالية لأنها تحتاج لمخصصات من الميزانية لكن من يرجع الآن يستمر في عمله وتصرف له مرتباته وممكن بعد فترة يسوى وضعه المالي وبالإمكان رفع قضية تنصفه إذا وجد عوائق .
النازحون ماذا قدمتم لهم ؟
النازحون بالداخل من المنطقة الشرقية والغربية نحن كوزاره ليست لدينا علاقة بهم عليهم لا منح إيجارات ولا مساعدات لأن الوزارة ليس لها ميزانية ولا كادر وظيفي كل الأمور من خلال رئاسة مجلس الوزراء ومؤسسات الدول الأخرى كل علاقتنا في إطار التعاون وتبادل المعلومات والمساعدات عن طريق مؤسسات المجتمع المدني المحلية أو الدولية كصندوق الغذاء الدولي أو البعثة الأممية للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة وكثير من المنظمات الدولية العاملة في ليبيا وبالتعاون معها وعن طريقها نقوم بتوزيع المساعدات للنازحين في أماكن نزوحهم عن طريق الهيئة الليبية للإغاثة والهلال الأحمر وفرق الإسعاف وهذه كلها شبكة واحدة تتعاون في إيصال المساعدات لمستحقيها .
في حال النزوح ماهي الإجراءات التي تتخذونها ؟
يتم تشكيل لجان في البلديات المجاورة للمدن والمناطق المنكوبة وتستقبل اللجان هذه العائلات ويتم إيواؤهم في مدراس أو أي مبان متاح فيها العيش الجيد والتي توفرها البلديات وفي الغالب يرجع هؤلاء بعد انتهاء الاشتباكات إلى بيوتهم
لكن بعض المدن لم يرجع نازحوها مثل ككلة وتاورغاء وكثيراً من سكان ككلة طاب لهم العيش في طرابلس ولم يرجعوا كذلك ملف تاورغاء مازال مفتوحاً وهو من أصعب الملفات ومعقد جداً لكن بجهود الخيرين من مصراتة وتاورغاء ورجال المصالحة لهم فضل كبير بالتعاون مع البعثة الأممية توصلوا إلى حل للمهجرين من تاورغاء وفعلاً عادت بعض العائلات والعودة مفتوحة الآن ولكن تاورغاء أصابها دمار كبير في البيوت والبنية التحتية وهذا يحتاج لإعادة إعمار من الدولة ويحتاج إلى رصد أموال وإلي وقت طويل .
ألايقوم أرباب الأسر بدل دفع الإيجار في المدن الأخرى ومع حصولهم على المخصصات المالية بترميم بعض ما يمكن ترميمه والعودة إلى مدينتهم ومحاولة إعماره ؟
وهذا ما يحدث فعلاً الآن هناك (300) عائلة رجعت للمدينة وتقيم فيها وتم صيانة المدرسة للاستفادة منها وهذا ما نعول عليه بدل الانتظار إلى أن يتم إعمار المدينة وهذا «صعب المنال» .
صندوق الغذاء العالمي يقدم الصدقات لليبيين كيف تقبلون ذلك ونحن بلد غني بخيراته ؟
هذه ليست صدقات .. هذه المنظمات تدفع فيها اشتركات بأموال كبيرة منذ سنوات ليبيا كانت تعاني من حالات مشابهة وعندما حلت بنا هذه الكوارث صار لزاماً على هذه المنظمات أن تساهم في رفع المعاناة عن المواطنين .. وطبعاً ليبيا دولة غنية يجب أن تقوم بواجبها نحو مواطنيها في أي مكان في العالم .
إذاً الوزارة دورها فقط تعاوني مع الجهات ذات العلاقة فقط بتوفير المعلومات والإحصائيات والحالات التى تستوجب الإعانة
بعضهم اتخذ أزمة المهجرين والنازحين ورقة سياسية للمتاجرة بها واللقاءات في الخارج فقط ؟
أكيد هناك من يحاول المتاجرة بهذا الملف نحن نسعى لحل هذه المشاكل داخل ليبيا, وزارة الخارجية عممت على أن يكون العمل من داخل الوطن وقد أثبتت الأيام أن الليبيين عندما يجلسون وجهاً لوجه يحلون مشاكلهم وهناك أيضاً من يتاجر بتهجيره ونزوحه صارت لعبة تجارية بعضهم يؤجر بيته في مدينته ويأتي لطرابلس لكي يحظى بحقوق النزوح.
كيف نقفل ملف التهجير والنزوح؟
أولا لابد من المصالحة الوطنية على أسس صحيحة وقوية وبتوافق الناس على عقد اجتماعي لنزع السلاح وينعمون بالاستقرار والأمن والآمان حتى يرجعوا لبيوتهم ومدنهم ولكن الانقسام السياسي له دور سلبي في عدم استقرار البلد.
كيف يمكن نزع السلاح وماهي الآليات التي يجب أن تتبع؟
عندما تكون هناك حكومة واحدة تسعى لسحب السلاح من الشارع أمّا بشرائه أو بفرض عقوبات صارمة لكل من يحمل السلاح في هذه الحال تكون البلاد مستقرة ويتفرغ الناس للتنمية وبناء الوطن.
لاحظنا تهافت كبير من سكان الجنوب لشراء عقارات في طرابلس وصل إلى (30) ألف عقار في طرابلس فقط وهذا منذ 2014 في السبب.
حالة الفوضى والانفلات الأمني وارتفاع أسعار السلع الغذائية وانتشار الجريمة وانتهاك الجنوب من دول الجوار وسعر البنزين الذي وصل إلى 3 و 4 دنانير للتر الواحد ونتيجة عدم توفر السيولة وعدم وصولها للمصارف وصل الأمر للسطو على المصارف كل هذه الأسباب دفعت المواطنين إلى النزوح والهجرة إلى طرابلس.
والتهجير والنزوح طارىء على المجتمع الليبي يحتاج إلى وقت لتضميد الجراح , ولكن جهود الخيرين وتنفيذ القانون وبالاستقرار إن شاء الله سنطوى هذه الصفحة الحزينة نغتنم الفرصة لتوجيه التحية لرجال المصالحة الوطنية لشيوخها ونسائها الذين ساهموا في عودة النازحين لبيوتهم بالحكمة والكلمة الطيبة والمشورة والرأي السديد ونحن نعتمد عليهم كثيراً مثل الدكتور الطاهر البدوي والسيد محمد المبشر والكثير من الشيوخ الأفاضل في مدن ليبيا وقراها , أذكر أيضاً الشيخ صالح المجبري الذي يؤدي أدواراً كبيرة في هذه المرحلة تطوعاً .. كما نثمن دورهم في ملف المصالحة بين تاورغاء ومصراتة وقد تم التوافق وقدموا جهداً كبيراً كرجال المصالحة كما قدموا تضحيات كبيرة في هذا الشأن ..
في قضية المهجرين بالخارج بذل رجال المصالحة جهداً كبيراً في طرابلس الكبرى وغيرها وحكماء ليبيا مثل «الشيخ محمد المبشر» ذهبوا إلى مصر وتونس لجبر خواطر المهجرين وتقديم ضمانات لهم للعودة إلى أرض الوطن وهناك الكثير منهم رجع بفعل جهود هولاء الرجال كما ساهم الحكماء أيضاً في استعادة كثير منهم لممتلكاتهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى