كتاب الرائ

” واقع حال النخبّ الليبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية “

وحيد الجبو

” واقع حال النخبّ الليبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية “

وحيد الجبو

مصطلح النخبة وفق الأدبيات العربية هي وفرة العلم والقدرة الإبداعية من الناس تمارس بشكل مباشر أو غير مباشر دوراً رائداً في أحد المجلات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية .

وتتقدم الموهوبين والمتفوقين في القطاعات العلمية والثقافية والمعرفية .

والواقع أن هذه النخبة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضي والوطن يتعرض إلي أخطار كثيرة ويترنح بين النجاة أو السقوط لا يعلم إلا سبحانه العاقبة هذه النخب وحالها يدهونا إلى البحث وبإلحاح عن النظرية النقدية التى تعالج واقعها وتسلط الضوء عن مدى مساهمتها في حل الكثير من القضايا وأن هذا لا يتم إلا انطلاقاً من التجارب السابقة والمعاشة اجتماعياً الأخذ في الاعتبار مساهمة النخبة من خلال المؤسسات الأكاديمية والجامعية ومراكز البحث العلمي على اختلاف التخصصات .

هذا الموضوع لايقتصر على التساؤل فقط بشأن حالة النخب الليبية ودورها ولكن أيضاً الطريقة التى تتعامل معها بشأن الوضع السياسي مما يعقد التنسيق بينهم ولعل التغيرات التي حدثت عام 2011 في عدد من البلدان العربية ومنها ليبيا وتعيشها الآن بإيجابياتها وسلبياتها قد أجبرت العديد من النخب الوطنية لإعادة النظر في إعمالها ومساهمتها في إعادة تأسيس وطن يتساوي فيه الجميع في الحقوق والواجبات ويتم فيه كتابة دستور يجسد مطالب الشعب الليبي في إقامة .

نظام ديمقراطي يتم تدوال السلطة فيه سلمياً ودورياً وفق القانون ووفق نتائج صناديق الانتخابات وكذلك هدف النخب في التفكير من جديد ووضع أدوات بل مقاربات جديدة للتحليل تخص النخب الوطنية والبحث في إعادة تشكيل الخبرات والقدرات العلمية على ضوء التطورات والتحولات المتتابعة التي جرت في ليبيا والتطور والتحول في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى حدثت ولا زالت تتفاعل في ليبيا وآخرها التطور الخطير في الأحداث الاجتماعية بين المكونات السكانية الليبية والتى تهدد بنشوب ” الحرب الأهلية بينهم ” والعلاقة بين الأجيال القادمة من هذه المكونات السكانية .

وإذا تذكر النخب في صيغة الجمع فأن الهدف لا يتوقف على أبراز تعدد مجالاتها ولكن يعني أيضاً مشروعية دورها الاجتماعي والثقافي والسياسي وحاجة المجتمع لها وخاصة في هذا الوقت الصعب .

ويمكن البحث في التغيرات والحدث السياسي الجديد والصراع على السلطة الحادث الآن وكذلك دراسة التميز بين النخب والقدرات وفق مساهمتهم ومكانتهم داخل المجتمع وتحديد علاقتهم بالنظام حسب انتمائهم السياسي والإيديولوجي من دون إهمال التناقضات والتعارضات التى تميز النخب مما يؤكد على الاهتمام بسلوكياتها في وقت الأزمات والسؤال هو ماذا يربط النخب بمجتمعها . هل القول بوجود نموذجين ثقافيين هما نموذج ثقافي ينقسم إلي .ثقافة (عربية – إسلامية – غربية ) لازالت وذات معني وإلى مدى تؤثر المرجعية الثقافية والنزاعات السياسية والإيدلوجية المصالح الشخصية حول موقف النخب والخبرات والتى ما فتئت تلقي بوزنها خلال هذه السنوات .

هل يمكن اعتبار موجة الثورات أو الانتفاضات التى ضربت عدد من الدول الغربية بمثابة صدى لخطاب مضاد للنخب أو أن الأمر يتعلق باحتجاج ضد النسق النخبوي بتحالفاته وشبكاته المختلفة .

هناك أمور كثيرة تستحق الاهتمام لادراك طبيعة التغيرات ومدى تدخل النخب في مختلف مسارات الاصلاحات السياسية والاقتصادية ومنها مكانة المراءة في المجتمع والتى تتزايد ودور منظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات مستقلة والسعي لفرض رايها وأسماع صوتها لصناعي القرار من أصحاب السلطة وتصاعد نفوذ النخب الاقتصادية والمجموعات المسلحة وتأثير النخب الدينية على اختلاف تياراتها كذلك نظرة النخب المثقفة بالنظام السياسي وبالمجتمع وأيضاً النخب النسائية وولوجها في الفضاء الاجتماعي ومدى إندماجها في الصراع الجاري الآن ودور النخب الاقتصادية و العمالية والعلاقات التى تربط بينهم مع أبراز علاقتهم بالسلطة السياسية والمجتمع المدني ومدى مواكبتهم ومشاركتهم في التحولات الحالية أيضا النخب العلمية والثقافية والدينية ودورها في المجتمع وتاثيرها على المواطنين والحكومات وأخيراً النخب الإعلامية وطريقة تناولها للصراع والتغيير والابتعاد عن خطاب الفتنة والكراهية وتأثيرها على الرأي العام ومدى قربها من صناع القرار السياسي .

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى