كتاب الرائ

نقابة وليدة !

عصام فطيس

بعد انتظار طال لسنوات تنادي في مدينة طرابلس مجموعة من الصحفيين والصحفيات الذين آلمهم الحال الذي وصلت إليه الصحافة والصحفيين في ليبيا و وجهوا دعوة معلنة لتأسيس نقابة للصحفيين لعلها تكون منطلقا لإنشاء كيان يجمع الصحفيين ويدافع عن حقوقهم ويكون متحدثا عنهم .
بالفعل تمكن عدد من الزملاء الأفاضل من عقد هذا الاجتماع الذي شهد مشاركة عدد لابأس به من الصحفيين الغيورين على المهنة الذين حضروا من أجل مناقشة أوضاع الصحافة
فيما تغيب آخرون مفضلين متابعة المشهد عن بعد ، وكل لأسبابه ، فمنهم من فضل دفن رأسه في الرمل ولا كأن هناك ما يستحق الاجتماع ، ومنهم من انتظر التعليمات أو ضوء اخضر للحضور ، ومنهم من تغيب في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع !
المهم عقد الاجتماع بمن حضر ، واتفق الصحفيون على اختيار مجموعة من الأسماء المعروفة التى لها تجربة وباع في الصحافة ، لعلها تنجح في تغيير حال وأحوال الصحفيين ، وفي الوقت الذي استبشرنا به خيرا من هذه الخطوة وانتظرنا إلتفافا من الزملاء الصحفيين حول المجموعة التي كلفت بالنقابة والوقوف معها بما يمكنهم من تأدية العمل المأمول منهم تفاجئنا بهجوم شرس على النقابة الوليدة ، وسعي من بعض الصحفيين والمحسوبين على المهنة لإحباط عملها و وضع العصي في الدواليب ، و اختلاط للحابل بالنابل ، وفتح الباب على مصراعيه لتوجيه الانتقادات للنقابة قبل أن تبدأ عملها ! بشكل يثير الاستغراب والاستهجان ! وهذا الأمر يدفعنا للتساؤل أين كان هؤلاء الزملاء طيلة السنوات الماضية عندما كان الصحفيون يعانون ويهانون ويقمعون ؟ لماذا فضلوا الصمت وكأن الأمر لايعنيهم ؟ لماذا رفعوا شعار لا اري لا اسمع لا اتكلم في مواجهة مسائل كثيرة كان من المفترض أن يتحدثوا عنها ؟
أين كانوا وزملاؤهم الصحفيين يسقطون واحدا تلو الآخر ما بين مريض أو متوف مكتفين بعبارات على شاكلة رحمه الله ، نسأل الله له الشفاء ، طهورا .
لنقف جميعا مع الزملاء الذين آلوا على أنفسهم العمل من أجل تأسيس هذا الكيان الذي سيخسر من أجل الصحفيين والصحفيات ، ولتمنح الفرصة لهذه المجموعة التي هي ليست بغريبة عن المهنة ، ومن لم لا يريد أن يعمل فليعد غيره يعمل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى