كتاب الرائ

نحن صامدون ولكننا نتأجج كالبركان

بقلم / خليفة الرقيعي

نحن صامدون ولكننا نتأجج كالبركان

بقلم / خليفة الرقيعي

إمكانيات  التطور والتجديد في ليبيا ، على الرغم من الجهود الجبارة التى بذلها المصلحون ، كانت ومازالت من الصعب ، إن لم تكن من المستحيل تحقيقها … وخصوصاً في جو ساد فيه الولع بالغريب . ولكن الإمكانيات ممكنه ما دام هناك اصلاً يمكن أن نرد إليه ونظيراً يمكن نقيس عليه … وإن تغير هذا الأصل وهذا النظير معطى من معطيات الاستقرار للواقع الاجتماعي السياسي الليبي .

ما من تطور إلا ويمر بمراحل عديدة حتى يحقق التوازن الداخلي والخارجي .. ولكن الواقع الليبي وما هو عليه في حاضرة كما كان في أغلب ماضيه ، يغلب عليه مظهر التصنع في قوالب جامدة ومحصورة والاّ تاريخية لا يتجدد بتجدد الأحوال ولا يتطور بتطور العصور ، الي درجة أن تفكيرنا لا يتعدى نقد الآخرين رغم أن هذا النقد يتيح مجالاً جدياً للمناقشة إذا تخطت هذه النقاشات النقطة التى بدأت منها .

لقد مرت ليبيا بتطورات اقتصادية وسياسية عديدة يشهد لها التاريخ ولكن دون أن تحقق التطور الثقافي ، بل مازالت بعيدة جداً على ذلك … إذا ما اعتبرنا أن هدف الثقافة هو خلق مجتمع متآخى ومتضامن وقادر على تلبية رغباته وتحقيق أهدافه بشكل متناسق وحضاري . لا يوجد حتى الآن ، وبهذا المعنى الأساسي ، أية ثقافة تذكر ولا نملك ، حتى الآن ، أي طبيعة من طبائع المجتمعات المثقفة المتحضر التى تحقق المساواة وتحول دون القمع والصراعات البربرية رغم وجود المجموعات والكتل الحزبية والسياسية فيها .

لقد استفحلت فينا النظم الاستبدادية التي كتمت فينا الصراع الديمقراطي وشوهت شكله قبل أن  تجذر جذوره ، وتفشت فينا الأفكار المحرامة ونعيش الآن في صمت رغم أننا نتأجج كالبركان ونطمح في أن نقدم للعام وجهاً جديداً واضح المعالم وباسم ينافي كل ما يتعلق بأوضاعنا الحاضرة المحزنة والمخزية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى