كتاب الرائ

متى ينتهي الانقسام السياسي ؟!!

محمد الفيتوري

متى ينتهي الانقسام السياسي ؟!!

محمد الفيتوري

سؤال جد مهم يحتاج إلى إجابة شافية ووافية تعيد الأمل والثقة للمواطن وللشارع الليبي الذي تتفاقم مشاكله وأزماته نتيجة حالة التشظي والجمود الذي يرافق كافة المسارات السياسية و الاقتصادية و والأمنية فالأوضاع لم تعد تحتمل حكومة في الشرق وأخرى في الغرب ولابد إيقاف العبث الحاصل الآن في المشهد السياسي والذي يكلف الاقتصاد فواتير باهضة من قوت المواطنين الغلابة الذين يكابدون تحديات جمّه في سبيل تأمين أدنى مستويات المعيشة !!

الليبيون قادرون على حل مشاكلهم متى أرادوا ذلك وفي الوقت الذي يشاؤون فيه .. هذا لو تركوا في حال سبيلهم دون تدخلات خارجية أثبتت الأيام أنها زادت من تعقيد الأوضاع أكثر فأكثر فليبيا ليست بالدولة القاصرة حتى يتقرر مصيرها من عواصم الغرب المصلحي الذي يغلب في أطماعه على مصالح شعب بأكمله يعاني من أسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية .. شعب يريد أن ينهض وينفض غبار الماضي ويتطلع إلى المستقبل ولكن هناك من يقف له بالمرصاد ولا يريده أن يعيش كما تعيش الشعوب الأخرى في أمن و استقرار !! هذه هي الحقيقة التي لم تعد خافية على كل ذي بصيرة فليبيا لا يراد لها الاستقرار حتى ينعم أبناءها بثرواتها وحتى لا تكون دولة ذات مكانة وتأثير في محيطيها الإقليمي والدولي ..

إن الانقسام السياسي وما ينتج عنه من تداعيات واقع مصطنع ما ينبغي له أن يستمر وليدرك الليبيون حقيقة أن الحل لن يتأتي إلا بإرادتهم هم دون سواهم وليس من خلال تلك الجهود المتبعثرة التي ترعاها حفنة من الدول كل منها يعمل لأجل مصالحه أكثر من عمله لمصلحة الليبيين !!

إن الوقت ليس في صالحنا ولن يكون كذلك طالما ظل شبح الانقسام و التشظي يخيم المشهد.فليبيا لا تقبل القسمة وهي وحدة واحدة مهما طال أمد الصراعات وهنا لابد من القول للذين يراهنون على تقسيمها بأنهم خاسرون لا محالة ولا مجال مطلقاً لنجاح مساعيهم الدنيئة .. في الوقت الذي يمكن القول فيه أنهم أوصلوا حالنا إلى الحضيض ومسحوا بكرامتنا الأرض بشهادة العالم الذي يتفرج على مأساتنا ولا  يعبأ بنا لأن كثيراً من الدول تعاني ويلات ما نعانيه نحن من اختلاف المعطيات السياسية والاقتصادية والأمنية لكل دولة على حد .

ومع هذا ينبغي أن لا تستمر هذه المهزلة وأن يضع حدّا لكل عابث وفاسد ساهم على رؤوس الأشهاد في تأزيم الأوضاع وتصدع أركان البيت الليبي وضرب النسيج الاجتماعي لليبيين في المقتل .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى