كتاب الرائ

ليتنا احرقناه منذ ذلك !

علي شعيب

طابت اوقاتكم

في النصف الأخير من سبعينيات القرن العشرين الماضي وتحديدا في عام 1976م نشرت مقالا في صحيفة “الفجر الجديد” بعنوان : (احرقوا آبار النفط) وكان منطلقي آنئذ هو دعوة المواطنين الليبيين، وأنا أولهم إلى ضرورة التفكير في مصادر جديدة للثروة تكون دائمة وليست مؤقتة بدلا من الاعتماد على النفط الذي هو في الأساس ثروة نابضة مرهونة بمقدار الضخ اليومي ناهيك عن عدم قدرة البلدان المنتجة في تثبيت أسعاره كمادة خام تتحكم البورصات العالمية في سعر برميله صعودا وهبوطا ! وكان منطلقي أيضا أن ننبذ الكسل ليصبح “الشقاء في خطر” وتحول من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج هذا على المستوى الظاهر أما ما كنت أريد أن يفهمه الناس هو إلا يتحول هذا النفط من نعمة إلى ((نقم)) أخطرها أن يدخل البلاد في مجاهل خطيرة في مقدمتها طمع “شذاذ الآفاق” ممن تعمي العسكريتاريا بصائرهم ويصبح لا هم لهم إلا التخطيط لانقلاب عسكري وراء انقلاب آخر كما هو الحال في المشرق العربي؛ ولو أدى بهم الطمع إلى الارتهان للاستعمار الاقليمي القريب؛

أو الغربي البعيد والاستقواء به على من ينافسهم وليس مهما عندهم كم من أرواح تزهق وكم من مدن تحرق وكم من منجز يدمر !! فلو اننا فعلنا ذلك؛ واستغنينا عن النفط بتدبير مصادر دخل بديلة منذ أربعة عقود لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ولما اتانا متعددوا الجنسيات مدعومين بحقد الحاقدين على ليبيا ليحولوها إلى ساحة حرب يتحول فيها الأخوة إلى أعداء !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى