كتاب الرائ

المؤتمر الوطني لجائحة ” للكورونا”

من الأخير

 لاأعرف كيف تم اختيار هذا الاسم؟!.. وعلى أي أساس تم الاتفاق عليه من قبل اللجنة العلمية الاستشارية؟. “فالكورونا” وباء اجتاح العالم ومازال يحصد عشرات الآلاف من البشر يوميا و لايفرق بين الناس لا على أساس معتقداتهم ولا أجناسهم، ولم تستطع الدول المتقدمة في مجال الصناعات الدوائية الوصول إلى مصل نهائي للقضاء عليه إلى الآن، عدا اللقاح الذي يمنع الإصابة بالفيروس، و بدأ استخدامه منذ أسابيع في بعض الدول… ومازالت ليبيا في انتظار استلام مخصصاتها، وهذا هو بيت القصيد .

 ومن هذا المنطلق كان الأجدر بالمسؤولين في وزارة الصحة واللجنة العلمية الاستشارية وضع خطة عاجلة لتوفيره، أسوة بالدول التي تحصلت عليه وباشر المسؤولون فيها منح اللقاح لمستحقيه. وكأن ليبيا خارج المنظومة الدولية .

وكثيرة هي الاجتماعات وكثيرة هي التصريحات و المؤتمرات الصحفية التي أعلن خلالها عن قرب وصول اللقاح لطمأنة المواطنين الذين يفقدون أحبابهم يوميا ولايكاد بيت في ليبيا لم يتذوق مرارة الألم ومرارة فراق عزيز لديهم بسبب الكورونا”،

 فهذه التصريحات  للاستهلاك الاعلامي فقط لطمأنه المرابطين في مراكز العزل من العناصر الطبية والتسييرية بأن لهم الأحقية في اقتنائه، ولاخماد أصواتهم التي تطالب بمنحهم مكافاءاتهم المتاخرة ، إلا أنهم مازالوا مرابطين في مواقعهم، خدمة للمرضى، سواء وصل اللقاح أم لم يصل .

 لنتفاجأ بعقد مؤتمر وطني للجائحة ” كورونا”، مصحوب بورش عمل وغيرها لتعبئة البرنامج لمدة ثلاثة أيام، واختصار رئيس الحكومة كل هذه البهرجة الإعلامية في كلمة مقتضبة عند حضوره افتتاح  المؤتمر بأن توفير اللقاح من الأولويات، وتعهد بتوفيره في أقرب وقت والذين انتقلوا بسبب”  الكورونا ” شهداء” .

 وكان من الأجدر على اللجنة العلمية عقد المؤتمر بعد توفير اللقاح ومنحه لكل الليبيين وتسجيل حالة صفر وفاة وعدد قليل من الإصابات، والنجاح في منح المرابطين في مراكز العزل مستحقاتهم كاملة، وعندها من حقها أن تفتخر بالإنجاز الذي حققته وتعقد لأجله المؤتمرات العلمية والصحية والوطنية طوال العام إلى أن تنتهي ” الكورنا” من العالم، وحينها سنرفع لها القبعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى