كتاب الرائ

مافيات – 2

طابت أوقاتكم 

              علي شعيب

يعود تاريخ كلمة (مافيا) إلى القرن الثالث عشر عندما غزا الفرنسيون أراضي صقلية سنة 1282 حيث تكونت في هذه الجزيرة منظمة لمكافحة الغزو الفرنسي؛ وكان شعارها : ((مورتو اللافرنسا .. انييلا أفانتي إيطاليا)) أي الموت لفرنسا هو صرخة إيطاليا !! 

الأمر الذي يعني أن منشأ تنظيم المافيا كان مبعثه نضاليا ومن أجل محاربة غزو أجنبي . 

وهناك من حاول أن يعمل تحت هذا الهدف وشعاره التحريري النبيل..إلى أن تم اختطاف التسمية النبيلة من طرف رؤساء عصابات الجريمة المنظمة والسطو على البنوك وخطف أصحاب الثروات وعدم إطلاق سراحهم الا بعد دفع فدية مالية أو قتلهم؛ وانضم إليهم امراء تجارة السلاح والمخدرات غير الخاضعين للقانون؛ والمعفيين من أية مساءلة اعتمادا على قوة العصابة وجبروتها ومصادرها في الترغيب والترهيب !!

وليبيا لبست بلدا معزولا عن ما يحيط بها من دول العالم ..فيتعلم بعض من بها من. أساليب التحايل والاستيلاء؛ بل  حتى ما لم يخطر على بال  أحد .. أو يمكن تخيله تتولى المسلسلات والأفلام السينمائية شرحه لهم فيستلهموه منها من تضطرهم الظروف والأحداث والوقائع وغياب القانون والمحتسب المناط به تنفذ القانون !!

وإن ما اكتشفته الشرطة الزراعية في الأسبوع الماضية من تعديات على الغابات. . والجبال وأراضي الدولة؛ ووقف ما أمكنها من تعديات لهو عمل يستحق عليه هذا الجهاز الإكبار  والتحية نظرنا للقيام به في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد ؛ وفي ظل فوضى انتشار السلاح !!

وفي الوقت نفسه لابد من طرح الأسئلة العديدة المتعلقة بانتشار موجة التعدي على الأرصفة من طرف أصحاب المقاهي بوضع  كراسيهم  وطاولاتهم على قارعة الرصيف ؛ وكذلك أصحاب دكاكين  المواد الغذائية  والخضروات والملابس والأحذية غيرها من البضائع. السلع التي يتربع أصحابها عنه على الأرصفة؛ بل أن منهم من لم يكتف بالزحف على الرصيف وإنما تعداه إلى الشارع الرئيسي ما عرقل حركة سير المركبات بعد أن أفلح في انتزاع حق المشاة في استخدام الرصيف !! 

ولا اعتقد أن لدى هؤلاء المعتدين تراخيص أو شهادات بتسديد أية رسوم للخزينة العامة !!

ناهيك عن قيام البعض بالتعدي على التيار الكهربائي بربط أجهزتهم بوصلات أعمدة إنارة الشارع العام !!

يحدث هذا وفي الكادر الوظيفي العام بليبيا ما يسمى ب(شرطة الكهرباء) و(الحرس البلدي) وهو ما تثبته منظومة المرتبات لدى وزارة المالية !!

فلماذا لم يقم هذين ا لجهازين أو المصلحتين أم الهيأتين لما يجب أن يقومان به نظير ما يتقاضيانه منتسبيهما من مرتبات .. ولا نقول امتيازات !!

أم أن مافيا الأرصفة أشد بطشا من سلطة الحرس البلدي وشرطة الكهرباء ؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى