تحقيقات ولقاءات

ليبيا تمتلك خمسة مواقع أثرية وتاريخية مسجلة بمنظمة التراث العالمي

أ. عادل فارينا المدير العام للهيئة العامة للسياحة لليبيا الإخبارية :
ليبيا تمتلك خمسة مواقع أثرية وتاريخية مسجلة بمنظمة التراث العالمي
تتميز ليبيا بمواقع سياحية متنوعة ومختلفة كوّنت فسيفساء سياحية جميلة تختلف عن كل المواقع السياحية والتاريخية الموجودة في العالم العربي والدولي .
ففي ليبيا ستجدّ الساحل البحري الممتد على شمالها البالغ تقريبا 2000 كم مربع وإذا ما أبحرت في وسطها وغربها ستقابلك لبدة وصبراتة التي تجسد حضارة الفينيقيين والرومان عبر التاريخ , وإذا اتجهت شرقا فستجد شحات الرائعة وسوسة والبردي والمرج وغيرها من المدن التي تتلألأ جمالا بطلتها البهية , اما جنوبها فقصة فريدة من نوعها فروح المغامرة والاكتشاف سيحيطان بك في صحرائها وكثبانها الرملية فضلا عن جبال أكاكوس وماغديت وبحيرة قبر عون وغدامس الأصالة والتاريخ .
ولذلك يمكن القول ان ليبيا تعاقبت عليها الحضارات ما قبل الميلاد وبعد الميلاد وكل حضارة تركت أثراً وعادات وتقاليد هي مكونات الشعب الليبي الحالي .
■ حوار وتصوير / نوري بلحاج

اعتمدنا أكثر من ثلاثين مهرجانًا سياحيًا بمختلف المدن الليبية

ليبيا تمتلك خمس مواقع أثرية وتاريخية مسجلة بمنظمة التراث العالمي وهي شحات ولبدة وصبراتة وغدامس وجبال اكاكوس .
وما تشهده ليبيا اليوم نتيجة المشهد السياسي أثر سلبا على مختلف المؤسسات ولا يستثنى منه القطاع السياحي ونشاطه طيلة هذه الأعوام , غير أن حركة السياحة الداخلية شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية في ظل ارتفاع أسعار الدولار مقابل الدينار الليبي وارتفاع أسعار تذاكر السفر خارج حدود الدولة وكذلك في ظل تحسن الظروف الأمنية نسبيا في بعض المناطق والمدن السياحية .
وفق هذه المعطيات كان لنا لقاء مع الأستاذ عادل فارينا مدير عام الهيئة العامة للسياحة بحكومة الوفاق الوطني ليحدثنا عن دور الهيئة في تنشيط السياحة الداخلية في ليبيا , والذي بدأ حديثه قائلا : ليبيا كما يعلم الجميع مساحتها حوالي مليون وسبعمائة كيلو متر مربع موقعها الجغرافي استراتيجي , تشترك حدودها مع ست دول عربية وافريقية ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط .
موضحا في سياق حديثه أن الشواهد كثيرة على تعاقب الحضارات في ليبيا منها من سادت ومنها من بادت الفينيقيين والرومان والإغريق وفرسان قديس يوحنا والأسبان والعثمانيين والايطاليين .
كما أن ليبيا شهدت حركة القوافل بطبيعة الموقع فهي سارت من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب , والتي ساهمت بدورها في تبادل الثقافات بين الشعوب , وبذلك فان شخصية الشعب الليبي شخصية ثرية جدا وتاريخ الشعب الليبي تاريخ تليد جدا .

خططنا ترتكز على دعم البرامج السياحية المتنوعة والترويج لها

وعن المواقع الجميلة التي تمتلكها ليبيا أوضح فارينا قائلا : لقد كان الإغريق في شرق ليبيا والرومان كانوا في غرب ليبيا , الفينيقيون كانوا قد أسسوا أويا (طرابلس ) جاءوا من شرق ليبيا واستقروا في غرب ليبيا , أما الإغريق استقروا في شرق ليبيا وأسسوا مدينة شحات وسوسة .
جاء الرومان بعد ذلك واستولوا على هذه الأراضي الجميلة جدا والمتمثلة في الجبل الأخضر الرائع وأسسوا مدينة سيرينا وهي مدينة شحات وكانت ابولونيا مدينة سوسة الميناء الرئيس لمدينة شحات التي يوجد أطلالها إلى الآن فهي من المدن الجميلة المطلة على تلة مرتفعة من البحر الأبيض المتوسط .
وأوضح في سياق حديثه ان مدينة صبراتة الواقعة غرب العاصمة بحوالي 65 كم ,واويا طرابلس اليوم , وكذلك مدينة لبس ماغنا الرائعة ( لبدة الكبرى ) , هي ثاني اكبر مدينة رومانية على مستوى العالم بعد المدينة الرومانية بدولة الفاتيكان أطلالها وصلت الى بني وليد ومسلاتة وترهونة ولا زالت الشواهد على ذلك موجودة .
كذلك فيلا سيلين قريبة جدا من مدينة لبدة والتي كانت تمتلكها عائلة رومانية ثرية جدا تم اكتشافها في سنة 1975 وهي عبارة عن مكان استجمام للعائلة بها غرف للأطفال وحمام بخاري وتطل على البحر مباشرة .
وأكد فارينا أن ليبيا لديها إلى الآن خمسة مواقع مسجلة في قائمة التراث العالمي وهي شحات ولبدة وصبراتة وغدامس وجبال اكاكوس الذي يوجد به نقوش التي تمثل متحف مفتوح وهي تحكي روايات كثيرة ما قبل التاريخ و بعد التاريخ .
فضلا عن المومياء المحنطة بجبال اكاكوس , والتي تعد حسب الدراسات التاريخية من أقدم الموميأت المحنطة بفعل العوامل الطبيعية وفي انتظار تأكيد ذلك من الجهات الدولية المختصة , أقدم من المومياء المصرية بحوالي ألف سنة .
■ أما عن دور هيئة السياحة الليبية فأوضح قائلا : دورنا كهيئة نعمل على تقديم بعض التسهيلات حسب إمكانياتنا المتاحة إلى كل هذه الجهات مثل تبسيط وتسهيل الإجراءات مع الجهات الأمنية والفنادق ومكاتب السياحة الموجودة في البلديات لتسهيل الإجراءات وتبسيطها وتوفير الإقامة والإعاشة للسياح الليبيين .
■ وعن دليل المواقع السياحية الليبية حدثنا فارينا قائلا : هناك 30 مكتب للسياحة بالبلديات الليبية تعمل بالتنسيق مع الهيئة , كلها مهمتها التعريف بأهمية السياحة الداخلية وتنشيطها من خلال نشر المعرفة والتوعية بأهمية هذا النوع من السياحة .
■ وعن دور الهيئة في تنشيط السياحة داخليا قال فارينا :
دورنا كهيئة تم التركيز على زيادة الوعي السياحي لدى المواطنين من خلال التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بأهمية السياحة الداخلية .
كما تقوم الهيئة بتنظيم المهرجانات السياحية والتي تم اعتمادها والبالغ عددها 30 مهرجان سياحياً بليبيا , كذلك هناك تنسيق وتعاون مع كلية السياحة والضيافة وقسم السياحة بجامعتي طرابلس والزاوية لاستقطاب الطلاب والترويج للسياحة الداخلية وتبادل الخبرات وتنظيم الرحلات السياحية تنمية الموارد البشرية من خلال اتفاقيات تم توقيعها .
■ أما جهود الهيئة لتطوير القطاع أوضح فقال :
قطاع السياحة أداة من أدوات دعم الاقتصاد الوطني لأن السياحة صناعة تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني, ولكن ما ينقصنا الخطط العلمية والمحكمة لتنفيذ البرامج , وبالتالي الهيئة لديها خطة عمل ستعمل عليها هذا العام ضمن المخطط العام لتنمية قطاع السياحة في ليبيا يمتد إلى غاية 2025 والذي وضعته المنظمة العالمية للسياحة بمشاركة خبراء من ليبيا .
أما فيما يتعلق ببرنامج عمل الهيئة لعام 2019 يتركز على جانبين مهمين هما التنشيط والترويج وفتح الاستثمار في القطاع الخاص سواء المحلي او الخارجي .

أطلال أعرق الحضارات لازالت شاهدة على تاريخ ليبيا

■ وعن حركة ونشاط السياحة الداخلية أكد فارينا أن حوالي 10 ألاف أسرة ليبية تشتغل في القطاع السياحي الليبي ويتقاضون مرتباتهم من الهيئة , كما أن هناك أعداداً أخرى غير محصورة يشتغلون في هذا القطاع ولكن بطريقة غير مباشرة يعملون في الفنادق والمطاعم والمقاهي ومكاتب السفر والسياحة والشركات السياحية والصناعات التقليدية والمحلات التجارية .
■ وعن ركود السياحة في ليبيا من قبل السياح الأجانب أرجعه فارينا إلى الأوضاع الأمنية التي يعتبر مقياس لحركة السياحة , ورغم ذلك أقيمت مهرجانات سياحية في مدن غات و جرمة وهون والقطرون و رالي الحمادة ورالي تيتي بودان , واغلب الليبيين ذهبوا إلى هذا المهرجانات والراليات والكل يتمنى الأمن والأمان لليبيا .
■ أما فيما يتعلق بالخطة الإعلامية المعتمدة لتنشيط السياحة الداخلية من قبل الهيئة
قتركزت حسب فارينا على التعريف بالمواقع السياحية والاهتمام بها وتوفير الخدمات للسياح في كل هذه المناطق , وكذلك العمل على إنتاج وطباعة مطويات سياحية بشكل عام وبرامج مرئية قصيرة وطويلة بروموات لبثها في وسائل الإعلام المختلفة , ورغم وجود الأفكار لكن يظل تنفيذها مرهون بتوفير الإمكانيات المادية لإبراز أهم المواقع السياحية في ليبيا داخليا وخارجيا .
وختم ضيفنا حديثه قائلا : ليبيا مميزة جدا وليس دولة مستهلكة سياحيا والسياحة في ليبيا منتقاة, حيث بلغ عدد السياح على مستوى العالم مليار سائح لم ينوب منه ليبيا شيء رغم أن ليبيا دولة تتميز بمواقع سياحية جميلة جدا وحضارات تاريخية فاقت مئات السنين وفي كل الفصول .
وفي الختام أتمنى أن يكون الإعلام مساند قوي للسياحية وتنميتها والتي ستكون رافد قوي في تنمية الاقتصاد الوطني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى