ليبيا

كارثة الفيضانات.. ناجون من درنة يحكون عن هول الإعصار

“كانت الأمطار مستمرة لساعات قبل أن نذهب للنوم، لكننا لم نتخيل أن نستيقظ وقد اختفت ملامح المدينة تماما”، هكذا يعبر حذيفة الحصادي (35 عاما) من سكان مدينة درنة الساحلية التي ضربها إعصار دانيال، ما أدى إلى مقتل مئات وربما آلاف الأشخاص، مع استمرار البحث عن آلاف آخرين ما زالوا عداد المفقودين. 

وقال الحصادي لموقع “الحرة”: “عندما نمنا كانت الأمطار الغزيرة مستمرة، لكن في الثانية والنصف صباحا انهار السدان في المدينة، فانجرفت المياه من الوادي، فبدأت الكارثة”، وغمرت المياه المدينة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات وانعزالها تماما”. 

“كان هناك سد ارتفاعه 40 مترا، لكنه أصبح ترابا كما ترون”، يشير شخص في فيديو إلى الوادي وموقع السد الذي تهدم بسبب الإعصار. 

وتمكن الحصادي من الخروج من المدينة “لإيصال صوتنا إلى العالم من أجل مساعدتنا وإنقاذنا. هناك آلاف من الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض وفي البحر”.  

يتواصل الناشط المدني، مهند الذيباني، وهو من سكان درنة، لكنه كان خارج المدينة وقت وصول الإعصار إليها، مع أصدقائه وأقربائه هناك والذين يخرجون من المدينة من أجل إيصال صوتهم. 

وقال لموقع “الحرة”: إننا “لا نستطيع الوصول إلى درنة حاليا والكهرباء والاتصالات منقطعة، أقرباؤنا يخرجون عن طريق الجبال من أجل التواصل معنا. ليس هناك إسعاف ولا مساعدات ولا طعام ولا شراب”، مشيرا إلى أن “منسوب مياه البحر ارتفع إلى مستويات لم نشهدها من قبل”. 

العديد من المدن في شرق ليبيا تضررت بسبب الإعصار
العديد من المدن في شرق ليبيا تضررت بسبب الإعصار

واجتاح الإعصار دانيال أمس الأحد البحر المتوسط، مما تسبب في غمر الطرق بالمياه وتدمير مبان في درنة، وألحق أضرارا بتجمعات سكنية أخرى على امتداد الساحل، بما في ذلك في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.

وتقع درنة على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا. 

آلاف في عداد المفقودين

وأظهر مقطع مصور من قناة ليبيا المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا واقفين على أسقف سياراتهم ينشدون المساعدة والمياه وهي تجرف السيارات.

وقال الحصادي: “تصل أعماق بعض الأودية التي تتجمع فيها المياه إلى نحو 400 متر، ولذلك عندما انهار السد، انطلقت المياه كأنها قنبلة ذرية، فانهارت ثمانية جسور ومبان سكنية تماما”. 

وأوضح فتحي الكريمي، رئيس قسم هيئة السلامة الوطنية في اتصال مع تلفزيون المسار، أن جميع المباني الممتدة من البحر وحتى وادي درنة انهارت تماما بسبب قوة انجراف المياه، واصفا الوضع بـ”الكارثي تماما”. 

وقال “تم انتشال مئات الجثث، لكن هناك عشرات من جثث الأطفال وكبار السن تحت الأنقاض، ونحن الآن عاجزون عن إخراج الجثث من البحر. الوضع كارثي والكهرباء منقطعة وكذلك الاتصالات”. 

وأضاف: “أستطيع القول أن كل البنى التحتية في درنة تضررت بشكل كارثي”. 

بنية تحتية لم تتطور

وقال علي الرهقان، صحفي ليبي يسكن حي السبعمائة بمدينة المرج، إن “معظم الأضرار كانت مادية في المرج، ولم تسجل إلا حالة وفاة واحدة هنا”. 

وأضاف أن “الضرر الأكبر الآن في مدينة درنة، حيث مات ما يقرب من ألفي شخص، وحوالي خمسة آلاف مفقود”. . 

وأشار إلى أن “الأمطار بدأت في الرابعة فجرا ولم تتوقف إلا الثامنة مساء.. الأمطار كانت قوية للغاية وومستمرة بدون أي تصريف لها فتحولت إلى سيول وفيضانات مع ضعف البنية التحتية”. 

وأضاف: “من المعروف أن ليبيا في السنوات العشر الأخيرة كان ترميم البنية التحتية فيها سيئ للغاية ولا خدمات، بالإضافة إلى البناء العشوائي الذي حدث خلال السنوات الماضية وغياب الدور الحكومي”. 

ونشرت قناة ليبيا المستقبل صورا لطريق منهار بين سوسة وشحات الموجود فيها قورينائية، الموقع الأثري الذي أنشأه الإغريق والمدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى