ليبيا

في مواجهة الحرب وبرد الشتاء : نازحون .. مهّجرون في الوطن !

تقرير: ليبيا الإخبارية

في مواجهة الحرب وبرد الشتاء :

نازحون .. مهّجرون في الوطن !

تقرير: ليبيا الإخبارية

وصلت أزمة النازحين من مناطق الاشتباكات التي يشهدها جنوب طرابلس إلى مرحلة صعبة وخصوصا هذه الأيام مع بدء العام الدراسي الجديد ودخول فصل الشتاء والذي عادةً ما يشهد موجات برد وهطول غزير للأمطار الأمر الذي يجبر المواطنون على البحث عن أماكن إقامة ملائمة  يقيهم من شر البرد القارص .

ومند بدء الحرب في شهر ابريل الماضي شهدت سوق العقارات في طرابلس والمدن القريبة لها ارتفاعا جنونيا وغير مسبوق نتيجة زيادة الطلب وطول فترة الصراع دون وجود بوادر قريبة للحل ، الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على المواطن الليبي النازح هو وأسرته.

موجة النزوح لم تتوقف !

على الرغم من أنّ الإحصائيّات الرسميّة تشير إلى تهجير 130 ألف مواطن من مساكنهم في مناطق جنوب طرابلس حتى الآن منذ إبريل الماضي، إلا أن موجة النزوح لم تتوقف !

ومنذ اندلاع الحرب، أعلنت حكومة الوفاق عن توفير خمسة مقار لاستقبال النازحين، من بينها مدارس وجامعات. إلّا أنّ تزايد أعداد النازحين وبدء العام الدراسي في البلاد فاقم الأزمة ، حيث أن المناطق الآهلة بالسكان، مازالت مقفلة وأصبحت مناطق عسكرية.

معاناة !

بعض النازحين من جنوب العاصمة طرابلس قالوا أنهم اضطروا إلى النزوح من بيوتهم رفقة عدد من العائلات المجاورة لهم نتيجة المعارك القوية التي اندلعت بمنطقتهم فجاءة  من دون ان يحملوا معهم أي مواد أساسية فقد كانوا في سباق مع الزمن من اجل انقاد عائلاتهم واطفالهم وبعد الخروج بحثوا عن منازل تأويهم ولكن تفاجئوا بارتفاع الأسعار لمنازل غير مكتملة وغير مناسبة للسكن والآن يقيمون بأحد المدارس غرب العاصمة وعليهم الخروج منها بسبب بدء الدراسة وعودة الطلبة لها وتجاهل كل لجان الأزمة والطوارئ لمأساتهم الإنسانية

هذا ماقدمته الشؤون الاجتماعية

من جهته قال عضو لجنة الأزمة بوزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوفاق خالد مسعود إن الوزارة جهزت منذ يونيو الماضي مراكز لاستقبال الأسر النازحة، مشيراً إلى أن عدد المراكز التي جهزتها الوزارة قرابة  الخمسين مركز إيواء لاستقبال الأسر النازحة، مزودة بفرق الدعم النفسي لتوفير الاحتياجات والمواد الغذائية وغير الغذائية، مؤكداً  أن اللجنة صرفت مبالغ مالية للبلديات المستضيفة للأسر النازحة، البالغ عدد ها 1190 أسرة موزعة على مراكز الإيواء في بلديات طرابلس ومدن شرق وغرب العاصمة والجبل الغربي.

فشل لجان الأزمة !

وفشلت لجان الأزمة المشكلة بالبلديات في إيجاد حلول لهؤلاء النازحين بحجة نقص الدعم وعدم امتلاكها لمنازل جاهزة مع غياب كامل لدور لجنة الطوارئ المشكلة من المجلس الرئاسي واكتفاء بعض منظمات المجتمع المدني بالتصريحات الإعلامية من دون أي دور حقيقي على ارض الواقع الامر الذي جعل المواطن ” نوري ” يشعر بالإحباط من وعود تلقاها من أحد الجمعيات بمساعدته بدفع جزء من الايجار الملزم بدفعه كل اربعة أشهر مقدما كما اشترط عليه مالك العقار

تجار الأزمات !

انتقادات كثيرة طالت كل من ملاك العقارات وأصحاب مكاتب الوساطة العقارية أو ما يصطلح على تسميتهم بـ “السماسرة” أنهم يحاولون الاستفادة من هذه الأزمة باعتبارهم هؤلاء النازحين فرصة يجب استغلالها بشكل جيد لجني مكاسب وأرباح مادية لهم

أحد الوسطاء قال ان “نقص العقارات وزيادة عدد النازحين جعل أصحاب العقارات يرفعون أسعار المنازل ما بين 100% الى 300% في المناطق الأكثر امنا او للمنازل الحديثة ويشترط على المؤجر ان يدفع مقدما وفي ظل ازمة السيولة التي تشهدها البلاد جعلت من المستحيل ان يتمكن المواطن من الإيفاء بهذه الشروط مما اجبر البعض عن البحث عن منزل بالمدن الأخرى مثل القربولي والخمس وترهونة وزليتن والزاوية”  لتدني الأسعار بهده المدن مقارنة مع العاصمة طرابلس

ومن ناحية مقابلة يختار رجال الأعمال والأسر الميسورة الحال الإقامة ببعض الدول الأخرى مثل مصر وتركيا وتونس التي تشهد إقبال كبير للعائلات الليبية هربا من الحرب وأصوات المدافع وبحثا عن الراحة والهدوء

معاناة داخل معاناة !

بعض النازحين من منطقة خلة الفرجان قالوا أنهم قالوا أنهم أجبروا مع آخرين على ترك المدراس التي كانوا يقيمو بها، وانتقلوا إلى أماكن أخرى وهم الآن يعانون  فيها بسبب بعد المسافة للوصول إلى المحال التجارية والمدارس وقضاء حاجياتهم الأخرى .

محاولة من بلديات طرابلس

عقد عمداء بلديات طرابلس الستة، الخميس الماضي، اجتماعا لبحث عدة مشكلات تتعرض لها مناطق العاصمة المختلفة، ومن أهمها ملف النازحين، والعوائق التي تواجه البلديات من أجل تقديم المعونة لهم.

وأوضحت هذه البلديات ، أن الاجتماع تطرق إلى أزمة النازحين والمشاكل التي يتعرضون لها والالتزامات التي تنتظرهم في فصا الشتاء وعودة ابنائهم الى المدارس .

وهو الملف الذي تعاني منه البلديات منذ ابريل الماضي بسبب تزايد موجات النزوح من جنوب طرابلس .

يذكر أن البلديات الست هي «طرابلس المركز، سوق الجمعة، تاجوراء، حي الأندالس، جنزور، عين زارة».

سلامة كان واضحاً في ملف النازحين !

أما المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة فقد قال في إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي ، أن حرب طرابلس نتج عنها فرار أكثر من 128 ألفا من ديارهم في العاصمة، منذ بدء الحرب، مشيرا إلى أن 135 ألف مدني عالقون في المناطق التي تشكل الخطوط الأمامية للقتال، وأن 270 ألف يعيشون في المناطق المتضررة بشكل مباشر من الحرب، في وقت بلغ فيه عدد قتلى الحرب من المدنيين 200 قتيل.

وبالرغم من إعلان هيئات محلية ودولية تقديم مساعدات للنازحين الذين انتقلوا من مواقع الاشتباكات إلى مناطق داخل العاصمة ومدن أخرى، فإن حصولهم على مكان للسكن، والطعام والشراب والملبس أمر عسير؛ فالذين لم يتمكنوا من الحصول على مساعدات الأصدقاء والأهل اضطروا إلى الإقامة في مواقع ليست مؤهلة للإيواء.

جهود دولية ولكن !!

المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي اعتادت على الإعلان عن  مساعدتها النازحين الليبيين في مختلف ربوع ليبيا، ومنهم الذين نزحوا قبل اندلاع الحرب في طرابلس في أبريل الماضي، وتقدر أعداد هؤلاء بأكثر من 268 ألف نازح داخل البلاد، حسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وقالت المفوضية إن عدد النازحين الذين قدمت لهم مواد الإغاثة الأساسية منذ بداية حرب طرابلس بلغ 9817 شخصا، ومؤخراً زارت نائبة مفوضية اللاجئين كيلي كلمينتس مواقع للنازحين داخل ليبيا، حيث أكدت مواصلة المفوضية دعم النازحين وغيرهم من المتضررين من الاشتباكات الدائرة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى