كتاب الرائ

دولة قمرت و الريتز

بإختصار

عصام فطيس

دولة قمرت و الريتز

كشفت أزمة تكدس أكوام القمامة التي تضرب مدينة طرابلس ( عروس البحر ) سابقا عن عجز المجلس الرئاسي وأذرعه التنفيذية وشركاته الخدمية ومجالسه البلدية في التعامل مع ابسط المشاكل اليومية التي تواجه المواطن الليبي ،وهي أزمة لو واجهت أي دولة أخرى لكنا شاهدنا إجراءات عاجلة لحلها. المجلس كعادته في معالجة هذه المشاكل اختار الطريقة المفضلة له ( دير روحك أحول ) أيّام تمشي والنَّاس تنسى أو تنشغل في قصة ثانية . خطورة هذه الأزمة والتي اختلفت عن باقي الأزمات اليومية التي تواجه سكان العاصمة تكمن في أن تكدس أكوام القمامة في جل مناطق وشوارع العاصمة تنذر بكارثة بيئية وصحية قادمة لا محالة ، ما لم تتحرك الحكومة وأجهزتها لإيجاد حل عاجل ، بعيد عن شماعة الظروف الأمنية التي تقف عائقا أمام نقل مئات أطنان القمامة إلى مكب سيدي السايح أو لإغلاق مكب أبوسليم المرحلي ، فالمشكلة تتفاقم يوما عن الآخر ، ما أدى بالمواطنين إلى قيامهم بحرق أكوام القمامة في الشوارع وهو الأمر الذي سيؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية اخطر نحن في غني عنها في ظل هذه الظروف . ولا يختلف عاقلان على الفشل الذريع لوزارة الحكم المحلي وشركات الخدمات العامة في التعامل مع هذه الأزمة وأزمات أخرى عدة ، لأن تفكير جل مسؤوليها يقتصر على الحلول التلفيقية السريعة وعدم اللجوء إلى الحلول الجذرية ، حسب علمي ترقد في إدراج مكاتب المجلس البلدي طرابلس عشرات العروض المقدمة من قبل شركات وطنية وأجنبية لإقامة مصانع لتدوير القمامة واستغلالها بشكل يحقق عوائد ربحية ، إلا أن هذه المشاريع ظلت حبيسة الإدراج لأسباب لا تعلمها إلا هذه المجالس . واللافت للنظر إن المجلس الرئاسي يقف موقف المتفرج وكأن أكوام القمامة التي تغطي طرابلس في بلد آخر غير ليبيا ، وكيف لا إذا كان جل المسؤولين الأفاضل يتعاملون مع البلاد معاملة الزوار أو المغتربين ، فكيف لنزلاء أجنحة قرطاج تالسو وقمرت في تونس والريتز كارلتون والفور سيزون والهيلتون والشيراتون أن تلتقط أنوفهم روائح القمامة وتخدش عيونهم بمناظر القمامة في غوط الشعال وأبوسليم والهضبة وقرجي وبن عاشور وسوق الجمعة وزاوية الدهماني وأزقة المدينة القديمة؟، كيف لهؤلاء من محدثي النعمة أن يدركوا أن الأزمات تتكالب على العامة من كل حدب وصوب ، فيما هم يتكالبون على نهب واستنزاف ثروات الدولة.؟  يا مواطني دولة قمرت والريتز والفورسيزون ،التفتوا لطرابلس وباقي المدن الليبية فالنار تبدأ من مستصغر الشرر  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى