كتاب الرائ

( دكتور حبشي ) .. جانب من سيرة طبيب لامع من الزمن الجميل

” شخصية عربية رائدة في ممارسة التطبيب بمدينة طبرق “

شخصية طبية وافدة على مجتمعنا الطبرقي فيما مضى .. برزت كإحدى الشخصيات الناجحة التي ذاع صيتها في مجالها بما ساهمت به من تقديم الخدمات الصحية لأهل المدينة في وقت تكاد تكون هذه الخدمة أنذاك نادرة أو شبه معدومة نظراً لقلة الأطباء .. أسم الشهرة ” دكتور حبشي ” .. هو طبيب لبناني الجنسية من جبل الشوف مسيحي الديانة ماروني الهوية .. البعض من كبار السن في مدينتنا ممن عاصروه يقولون بأنه ممرض وليس طبيباً ولا جراحاً من حيث أنه يحمل في الأساس تخصص ” ممارس عام ” وقد أصبح جراحاً بالخبرة والممارسة العملية من خلال تعامله الاضطراري مع إصابات الحالات الطارئة المصابة بانفجارات الألغام والقذائف التي كانت منتشرة في فترة ما بعد الحرب والتي كانت سبباً مباشراً في كثرة الوفيات وتزايد نسبة بتر أطراف الأيدي والأرجل جراء انفجار تلك الالغام المزروعة التي كان البعض وقتها يجازف بنفسه من أجل تفكيكها ومن ثم بيعها في سوق ” الرابش ” .. وتجدر الإشارة بأن ” حبشي ” قد أستغل فترة عدم وجود أطباء بالمدينة فمارس تطبيب جميع التخصصات ” الباطنية والقلب والصدر والاسنان والأطفال .. ثم مكنته شجاعته وصلابته بعد ذلك إلى خوض غمار إجراء العمليات الجراحية بأنواعها حتى أصبح جراحاُ بالخبرة والممارسة .. عمل في البداية بالمستشفي القديم بمقر مدرسة المجد سابقاً الواقعة بجوار البريد القديم .. وترقي في عهد المملكة الي ان أصبح مديراً لمستشفي طبرق الوحيد بعد الانتقال اليه عام1960 ( ما أصبح يعرف لاحقاُ بالمستشفي العسكري ) وتولي إدارته وكان قائماً بكافة التخصصات الطبية خلال فترة السبعينيات بمساعده طاقم تمريض إيطالي من بعثة دولة الفاتيكان من الراهبات المسيحيات ” السوريلات ” وبعض اللييبين ومنهم الممرض الليبي / محمد عبدالسلام الورفلي وكان يعرف في طبرق بالطبيب وهو المساعد لحبشي في جميع عملياته الجراحية وكذلك الممرضة الليبية الأبلة / حواء الشلوي .. كان ” حبشي ” يقطن بوسط المدينة وأستغل منزله كعيادة خاصة حسب وصف البعض في العمارة السكنية المقابلة لمجزرة جواد حالياً من الناحية الجنوبية .. كانت شخصية محبوبة لدى سكان طبرق جميعاً نظراً لتواضعه وحسن تعامله مع مرضاه وكان طيب الخلق كريم المعشر وتشهد له مواقفه الخيرة مع حالات الفقر عند الليبيين حتى أنه كان يعالج البعض من دون مقابل .. وكانت تربطه علاقة صداقة مع الملك الراحل إدريس السنوسي وبالطبع كان أحد أطباءه .. كما ظهرت له صورة فوتوغرافية مع ولي العهد الحسن الرضا رحمه الله في مستشفى طبرق .. تقول الروايات بأنه غادر طبرق خلال عقد السبعينيات إلى لبنان حيث بنى مستشفى خاصاً به وأبنه الذي صار طبيباً من بعده بينما يشير اخدهم بانه بعد مغادرته طبرق أنتقل إلى منطقة توكرة بالجبل الأخضر وعمل في مستشفى العقورية ثم رحل إلى بلده لبنان ليزوره بعض أبناء طبرق هناك في بلده .. يذكر بعض شهود العيان من المدينة أنه في بداية عقد الثمانينيات حضر إلى طبرق لاستلام مستحقاته المالية المحجوزة بمصرف الجمهورية وتم الإفراج عليها بمساعدة المدير عطيه بن خيال رحمة الله عليه .. توفى في بلده لبنان وكانت طبرق وستظل تدين له بما نجح في تقديمه من خدمات طبية ساهمت في تخفيف آلام المرضى ومعاناتهم .

( بقلم / أ. ونيس خليل الشاعري .. رئيس تحرير صحيفة طبرق اليوم )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى