كتاب الرائ

جولة قادمة !

عصام فطيس

بإختصار

وتتواصل لعبة شد الحبل التي تديرها بإقتدار الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز، متسلحة بخلفيتها الأمنية التي اكتسبتها في دهاليز لانجلي وعدد من نقاطها في دول العالم ، مسخرة امكاناتها ودعم بلادها لها لإحداث إختراقات في ملف الازمة الليبية .
الاسبوع الماضي شدت ستيفاني الرحال الى الجزائر وإلتقت بالرئيس الحزائري عبدالمجيد تبون والذي تطمح بلادها للعب دورًا في الازمة ولما لا والجزائر تسعي بقوة لإثبات تواجدها على الساحة بعد ان خرجت من حالة الموت السريري ابان السنوات الاخيرة لحكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة ، ولا ننسي ان الجزائر كانت من الدول التى لم تبد رضائها عن اتفاق الصخيرات لا لشيء الا لانه وقع برعاية مغربية وبين الجزائر والمغرب ما صنع الحداد !

التحرك الجزائري والاقتراب المباشر من الازمة الليبية يأتي بضوء اخضر فرنسي ولسحب البساط من تحت اقدام مصر التى لم تتباحث مع جيران ليبيا حول مبادرتها التي لم تجد قبولًا اقليميا لها ، ومن هنا تسعي الجزائر لدور خلال المدة القادمة لعلها تنجح في نزع فتيل الازمة المرشحة للانفجار ، في وقت تشير فيه ويليامز الى ان الجزائر تدعم مخرجات مؤتمر برلين ، مع تسريبات حول مساع تركية روسية لإيجاد تفاهمات جديدة بين طرفي النزاع قد تكون على انقاض مؤتمر برلين ، فيما يسعي الكرملين لحشد تأييد إقليمي لهذه المساعي وتجلي ذلك عبر استقبال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، الثلاثاء الماضي الذي وصل الى موسكو في زيارة عمل بدعوة من نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لمناقشة جهود حل الازمة الليبية .
ورغم تعدد التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية من اجل وضع حد للصراع في ليبيا ، الا ان المزاج العام الداخلي لازال يجتر ذات الخطاب التحريضي البائس القائم على التخوين والاستقواء بالخارج ، وهو ما خلق حالة من عدم الاستقرار على المشهد ، ضف الي ذلك التقارير التي نشرها البنتاغون الأمريكي الاسبوع الماضي والتي تؤكد على استمرار طرفي النزاع في استجلاب الأسلحة والعتاد و المقاتلين الأجانب وهذا يؤكد على ان الهوة بينهما كبيرة وإنعدام الثقة ، ولا ننسي ان الانتخابات الأمريكية وما ادراك ما الانتخابات الأمريكية على الأبواب وهذا يبقي الباب مفتوحا امام جميع الاحتمالات !
ومع استعدادات الليبيين لاستقبال العيد الاضحي تظل امانينا ان تكون الجولة القادمة جولة للسلم والحوار بدلًا من الموت والدمار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى