كتاب الرائ

جلسة ملغومة!

بإختصار

عصام فطيس

فيما تعكف فرق الهندسة العسكرية على نزع الالغام المزروعة على الطريق المؤدي من مصراتة الى سرت تمهيدا لإعادة افتتاحه، كان رئيس الوزراء المكلف عبدالحميد دبيبة يعبر حقل ألغام من نوع أخر في قاعات واغادوغو ويقوم بتفكيكه، فبإحترافية تامة وببساطة يحسد عليها تمكن دبيبة من إجتياز اول اختبار له امام مجلس النواب في جلسة ساخنة صباح اليوم كانت إنعكاساً طبيعياً الاوضاع والصراعات في ليبيا.

دبيبة الذي قدم لجلسة المجلس بناء على طلب النواب لعرض اعضاء حكومته لنيل الثقة، قدم في مستهل الجلسة كلمة شرح فيها الاتصالات والمشاورات التي قام بها لتشكيل الحكومة، وعلى غير ما توقعنا بالأمس من انه قد يضطر لإجراء تعديل في تشكيلة حكومته، الا انه تمسك بها معتبرا انها ضرورية في هذه المرحلة، مع تأكيده على استبعاد اي وزير تطاله الشبهات.

وقد تعددت كلمات النواب في الجلسة، عكست التباين الكبير في تفكير وعقلياتهم ما بين من همه الصالح العام ومن همه مصالح جهوية وعائلية، ولا بأس من أن نذكر بحادثة النائب الذي استأسد بالأمس على زملائه في الجلسة قائلا (بتزلبحونا بالثروة الحيوانية، فدمجت الثروة الحيوانية مع الزراعة، فلا طال النائب بلح الشام ولا عنب اليمن، وكلها زراعة!.

نائب اخر لفت انتباهنا في هذه الجلسة برفضه لسياسة المحاصصة التي اتبعها رئيس الوزراء المكلف ( الى درجة اننا قلنا هذه هي الشخصيات الوطنية التي نريدها وتحية لهذا النائب على هذا الموقف التاريخي ، لم تكد تمر  ثانية او ثانيتان ليصعقنا حضرة النائب ( وين حصة الدائرة متعنا ) ياعمي صبرت حتي دقيقة كملنا فرحتنا ، لكن يلا هذا نصيبنا وهذوا نوابنا .

وإذا كانت معظم تساؤلات النواب من النوع العادي وتمكن دبيبة من الاجابة عليها تارة بالعموم وتارة بالتخصيص، ظل أصعب وأخطر سؤالين تمكن من الاجابة عليهم بحرفية عالية هما الخاصان بالاتفاقية البحرية مع تركيا ومكافحة الارهاب في الاراضي الليبية، خاصة وإننا نعلم أن هاتين المسألتين تم استغلالهما أسوأ استغلال مؤكدا الاتفاقية في صالح ليبيا وانه مع مكافحة الارهاب في كل انحاء ليبيا، وبهذه الاجابة الصريحة يسحب البساط من تحت اقدام المتربصين، ويصبح مسألة منح الثقة تحصيل حاصل.

وفي انتظار استئناف الجلسة، الاكيد ان الضغوطات ستتواصل بقوة، الا اننا نجزم وبشكل كبير من نجاح السيد رئيس الوزراء المكلف في الحصول على الثقة لان من تمكن من تفكيك ألغام الجلسة لن يعجز عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى